فدوى موسى

اركبوا بص الحكومة

[ALIGN=CENTER]اركبوا بص الحكومة [/ALIGN] أبدى الكمساري ضجره وتململه عندما بدأ مشوار الحافلة، ونصف الركاب يخرجون بطاقاتهم ويرددون «طلبة» ليجد في نفسه الجرأة والجسارة «اسمعوا هنا دا أنا لا بعرف ليكم حكومة ولا غيرو.. الحكومة دايرة تساعدكم خلوها تركبكم بصاتها بالسعر الدايرينو دا.. مش الحافلة دي حقت سيدها.. وسيدها دافع الرسوم والتراخيص و.. الحكومة قالت ليهو الحاجات دي بنص القيمة؟.. الداير يدفع يدفع والما داير يهوينا».. دائماً ما كان الركاب «يشبون» في مثل هذه المواقف، لكنهم في هذه الواقعة التزموا الصمت المريب، دلالة على أن كلام الكمساري في محله «مئة بالمئة».. وقام بعض الطلبة بدفع المبلغ والأخرون فضلوا النزول والمحاولة بمركبة أخرى أقله لضمان انتقال مسافة محطة واحدة وبعدها يحتملون المشوار «كداري».. فهل يحق للطلبة ركوب بصات الولاية التي هي في نظر الكل «بصات الحكومة» والتي يفترض أن تكون أكثر رأفة ورحمة بالطلاب من أصحاب المركبات الخاصة.. فيا حكومة «نظرة يا سمحة أم عجن» للطلاب الذين يودون أن ينتقلوا بكرامة دون كلمة منغصة أو حتى نظرة إذلال معنوي سببها «الحكومة» من عين ذلك الكمساري المغلوب على أمره «ويضع سره في أضعف خلقه».

التوجع رجع:

انتهت إجازة العيد الطويلة الممتعة وعادت الجموع إلى روتينها وبدأت إيقاعات العمل فاترة.. والحاضرون أكثر «ترخيماً» ومارست المركبات العامة دلالاً على مستقليها.. فبات من محكم القرائن تأزم واضح في المواصلات، وعادت من جديد مظاهر الازدحام وبروز الشخصيات الراكبة على بوابات المراكب، ومن ثم تعاود المعاناة -وقوفاً وركوباً- بروزها، بالتأكيد ستكون مبررات هذه الأزمة عدم عودة أصحاب المركبات من إجازة العيد «سائقين وملاك».. ولكن يبدو أن العاصمة على موعد مع أزمة مواصلات تلقي بظلالها على مناحي وحركة الحياة العامة.. وأجمل عبارة تدلل على المشهد المواصلاتي كتبها أحدهم على خلفية إحدى المركبات «الوجع رجع».

آخر الكلام:

دراما المواصلات متواصلة شداً وجذباً حيث صار«السائق والكمساري» ثنائي «عزيز علينا».

سياج – آخر لحظة – 25/11/2010
fadwamusa8@hotmail.com