نور الدين مدني

لا مفر من الحوار

[ALIGN=CENTER]لا مفر من الحوار [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY] اننا عندما ندفع بالحراك السياسي المتعثر لا نهدف من ذلك إلى تقوية حزب على آخر أو الانحياز له دون غيره وانما لاقتناعنا بأن التحول الديمقراطي الذي ننشده لا يتحقق إلا في ظل وجود أحزاب قوية.
* لذلك وقفنا دائماً وابداً ضد المساعي التي تهدف لاضعاف الأحزاب وكسر شوكتها السياسية ولا نستثني هنا حزب المؤتمر الوطني نفسه الذي نرى انه في حاجة إلى اعمال الديمقراطية داخل أجهزته وتقوية المؤسسية فيه وتقديم البرامج والحلول للمشاكل القائمة والقضايا العالقة.
* ولكن أيها الصديق العزيز الشيخ عبد الرحمن الزومة لا اتفق معك في ان حزب المؤتمر الوطني دين، وليس هناك أي حزب من أحزابنا السياسية يدعي أنه دين، وهذا الكلام قلته عندما كانت الإنقاذ في أوج سطوتها وهيمنتها وقبضتها وفي صحيفة (السوداني الدولية عام 1994) عندما كتبت تحت عنوان (المشروع الحضاري والتوجه الاحتكاري) نفس ما قلته تحت عنوان (الحزب ليس دينا) وقتها لم أكن أعرف أين تكتب أنت ولم اتشرف بعدُ بمعرفة الأخ الصديق الباشمهندس عثمان ميرغني، وشكراً لأنك أوضحت انني أنا الذي شطبت كلمة (سوقي) لأنها في رأيي كلمة نابية لا يصح استخدامها لوصف أسلوب (أخ) وكاتب صحفي، وتركتها هذه المرة لأنك استغليتها ضدي أيضاً.
* نعود لموضوعنا الذي لا نرى انه بعيد عن هذا الحوار المهم في هذه المرحلة الانتقالية التي اتفق فيها الفرقاء السياسيون على تجاوز المرحلة الشمولية – التي يدعي فيها البعض أنهم يملكون الحكمة وحدهم دون غيرهم من العالمين – إلى مرحلة التعددية السياسية والاعتراف بالآخر وبكامل حقوقه في وطنه الذي ليس حكراً لاحد أو حتى لشريكين.
* نقول هذا بمناسبة بيان الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي قلل فيه من أهمية انتقال بعض عناصره لحزب المؤتمر الوطني وحذره من تشجيع المنفلتين من منسوبي الحزب الاتحادي، لأننا نرى انه ليس من مصلحة الوطن ولا حزب المؤتمر الوطني اضعاف الأحزاب أكثر مما فعل، فقد تسبب هذا في تقوية الحركات الجهوية والعرقية المسلحة التي اضطرت لحمل السلاح في ظل غياب الديمقراطية بدعوى الدفاع عن حقوق المهمشين.
* صحيح لقد فشلت الأحزاب نفسها في بسط العدل والتنمية، كما ان الحركات الجهوية كانت موجودة حينها، ولكنها لم تلجأ إلى استخدام السلاح بهذه الشراسة التي تمددت حتى دقت أبواب الخرطوم.
* لذلك لا مفر من العودة للحوار السياسي المؤسسي مع الأحزاب والتنظيمات والفعاليات والحركات المسلحة التي لا بد ان تتحول هي أيضاً إلى تنظيمات سياسية ذات أهداف وبرامج تطرحها لحل القضايا العالقة خاصة قضية دارفور، وتدخل بها في حلبة التنافس السلمي الديمقراطي على السلطة.
* ورمضان كريم.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1014 – 2008-09-10