فدوى موسى

حصان يهزم الإنسان

[ALIGN=CENTER]حصان يهزم الإنسان [/ALIGN] عندما عاد أحد زملاء العمل من رحلة امتدت لأكثر من موعدها في غرب البلاد إثر تلقيه محادثة تلفونية طارئة في وقت مضى، حسم على إثرها أمره واستأذن في إجازة عودة طارئة إلى ديارهم لظروف ملحة- كما كانت تقول أسباب الإجازة التي طلبها- كنا الأكثر حرصاً للقائه عند العودة، ومعرفة التفاصيل التي تختبيء وراء «ظروف ملحة».. فكانت إجابته ورباطة جاشه في مكانه ومحله.. إنه فقد ثمانية وثلاثين شخصاً من أبناء أهله وقبيلته في مسألة في غاية البساطة.. موضوعها «حصان»!!.. فالحصان التابع لأحد أبناء القبيلة تعدى حدوده ودخل في حدود القبيلة الأخرى.. فظن أهل القبيلة الأخرى أن الجماعة قاموا بسرقة الحصان.. ورصاصة من هنا ورصاصة من هناك كانت حصيلتها من أهله العدد المذكور آنفاً دون معرفة خسارة القبيلة الأخرى.. والسبب كما قلنا «حركة قام بها الحصان».. فما أرخص الإنسان عندما تعمى بصيرته عن حسن التصرف، وتصغر معاني الدنيا في حدود ضيقة تطيح بعمر كامل ربما كان حافلاً بالإنجاز وممتداً عشماً في المستقبل الآتي.. إذاً كيف بالله يجر حيوان هذا الإنسان المكرم إلى حواف التهلكة وذهاب الريح.. اللهم يا رب احفظ عبادك من كل النوازل و نوائب الدهر.. رغم أن هذا الحصان من الحيوانات التي ترتبط بالفخر والمهابة في حياتنا إلا أنه قد استطاع في هذا الموقف الذي ذهبت فيه عقلانية الإنسان الرجل الذي يجيد الحكمة والحنكة، استطاع أن يهزم مكرمة «البني آدم» التي اختصه بها الله.. فما جدوى إذن امتلاك الإنسان للحيوان الذي يهزمه حد الهلاك.. وسكتنا عندها عن الحديث حتى لا يظن زميلنا أننا لا نعي فداحة ما تعرض له أهلاً وقبيلةً.. ورحمة الله لقتلى الحصان.

ü حصان المروة:

دائماً ما يصفون نفرة الإنسان بهمة، بأنه جواد وحصان المروة عندما يهب ويتصدى للعمل بجد ومهابة.. ولكننا كثيراً ما نعمد إلى هزيمة هذا الجواد وهذا الحصان فينا.. فصار الكثيرون منا بلا هذا الحصان الذي يدفع فينا روح العزيمة والعمل والإنجاز.. فهل مات حصان الخير وعاش وتربى حصان بذرة الشر والهزيمة.. لا ليس الحصان هو الذي يبذر بذور الخير أو الشر.. إنما نحن الذين نربي في أنفسنا «علوقته» التي تقرب وتبعد عنا.. نفعاً و ضراً.

ü آخر الكلام:

ما أغرب تعقيدات الإنسان الذي قد يستطيع أن يعصم نفسه من مغريات الحياة في زمن طويل من عمره.. ليجد نفسه أخيراً بلا فهم.. ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 1/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com