فدوى موسى

حالة نرجسية

[ALIGN=CENTER]حالة نرجسية [/ALIGN] هل سألت نفسك يوماً وأنت تتداول مع الحياة العامة، وأنك من منطق القوي الذي يسانده النظام القائم.. أو يستمد منه الظهر الذي يستند عليه في تفاصيل الحياة العامة.. هل سألت نفسك عن «أنك تظلم وتتعدى حدود وحقوق الآخرين تحت هذه المظلة؟».. بالتأكيد ستجد أنك في بعض الجوانب قد أخطأت التقدير واستغليت بعض الصلاحيات فيما يمكنك استغلالها.. أنظر إذا كنت في منشأة أو مؤسسة عامة، ستجد أنك لو قيَّمت ما تقوم به بتجرد، وحاولت نكران ذاتك.. ستجد أنك بررْت ببعض أهلك وعشيرتك عبر بعض البنود الممكنة، ولكنها قابلة لانتخاب واختيار الآخرين.. إذن برِّر لنفسك لماذا يوجد الكثيرون من هؤلاء حولك إن لم تجد لهم مدخلاً منفعياً أو غرضاً يؤانسهم… ثم اسأل نفسك بصدق عن صدام أثرته مع من هم دونك في مؤسستك تحت بند سابق، فحواه أن هناك موقفاً قد بدر منهم، وأنك الآن تمتلك المقدرة على الأخذ ورد الاعتبار… لمن كانت الغلبة.. لهؤلاء الغلابى أم لذاتك المترفة؟.. وهل بدرت منك عبارات من شاكلة «نحن في مؤسستنا نفتح بيوتاً ونعيش أسراً»، هذه العبارة التي تراها حقيقة مجردة ولكنها لهؤلاء تمثل نوعاً من الخرق العقائدي، لأن الله هو الذي يسر ذلك ولست أنت… ثم هل عملت يوماً في مؤسسة تعتبر إحدى معاقل النظام ومارست فيها نوعاً من التلذذ بالسلطة، خذ مثالاً بسيطاً أن تكون مسنوداً بكل دعومات العمل من وسائل الحركة والحوافز المفتوحة والامتيازات اللا محدودة لتتسلط على منسوبيك الذين يضطرون للَعْنك صباحاً ومساءً لما يفتقدونه منها.. فالحالة النرجسية التي يعيشها البعض تحت مبررات أنهم يمتلكون سلطة ما، قد تجعل لديهم حالة غشاوة تعميهم حتى أن يروا عيوبهم ونواقصهم التي تستشفها من أول كلمة ينطقون بها إذا اضطروا للمخاطبة والأحاديث العامة.. فكيف بالله نستطيع أن نبتلع أن يرى هؤلاء دائماً أنفسهم هم الأفضل والأحسن وهم الذين لم تنحنِ جباههم سجوداً وركوعاً… وهل خطر على بالك أن الذي تراه أمامك وضيعاً قد يبزك في التداول مع الحياة.. وإن صمت عن الحديث كما يفعل الزاهد من التحدث عن ذاته.. فإن سألت نفسك كل هذه الأسئلة ووجدتها بريئة من تداعيات الأسئلة، فما عليك إلا أن تسجد لله شاكراً، فقد عافاك الله من بلوة النرجسية التي يتفاخر بها الكثيرون في هذه البلاد المبتلاة في مسيرها الإنساني الذي يتأرجح كيفما زادت معايير النرجسية في عيون القائمين مقام المسؤولية والسلطة… إذن تحرك مثلما كان المشفقون من هول السلطة.. تنكر وتخفى وتحرك لتعرف ماذا يقول عنك العامة ولا تحزن إن كنت حريصاً لوجه الله.. إن وجدتهم يرونك مثلك ومثل أي كائن آخر أقل منك عقلاً وأكثر منك حيوانية.

ü آخر الكلام:

من هم حولك هم سبب هذه النرجسية أيها الإنسان المقتدر.. حتى لا تدرك ذلك متأخراً عليك أن تتواضع لله يرفعك.

ودمتم

سياج – آخر لحظة – 7/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com