فدوى موسى

منظمة أو حركة

[ALIGN=CENTER]منظمة أو حركة [/ALIGN] صحوت ورأسي تقعد به أحمال «الهجام».. أديت الطقوس الصباحية وبادرت إلى موسى ابتلاع الحبة اليومية المعتادة لتعود لسائر البدن توازنات الضغط المرجو.. وفي حركة روتينية قاتلة تأملت جدول عمل اليوم فوجدت أنه مزدحم ولكنه محفوظ التسلسل… وصغيرتي تعيد عليّ مطالب اليوم السابقة (أمي… عايزين جزم قنبلة أنا وصاحباتي عشان الفرقة ليوم الثقافة… أنا جمعت منهم القروش بس إنتي بعدين وديني السوق)… فظللت أنظر لبنتي بشيء من محاولة التركيز وبدأت أسأل نفسي «يا ربي بتي دي عملت ليها منظمة ولأ شنو… كل يومين تلاتة تجيني بفن جديد.. يوم تصوير ورق للمجموعة ويوم دايرين كيك ويوم جزم قنبلة يا ربي بتي دي عندها حركة مسلحة ولأ شنو؟» لأفيق من «زنزنات» تفاعل هذا الدماغ ومحتوى تركيبة الحبة قائلة «الله يدينا خيرك يا بت..» لترد مرة أخرى «أمي إنتو زمان ما كان عندكم مجموعات وجميعات وبرامج»… فما أجد إجابة إلا أن أقول «عندنا.. عندنا.. لكن يا بتي أمك يوم واحد ما تجرأت وجمعت ليها قروش من البنات عشان تعمل ليها توحيد لبس جزم ولا حاجة زي دي.. إنتي الظاهر عليك مشروع منظمة أو حركة..».. وما كان مني إلا أن خضعت لحسابات صغيرتي وذهبت إلى السوق لشراء «القنابل» التي تكفلت بشرائها البنية الشقية… وفطنت لضرورة إعدادي لموجهات جديدة للتعامل مع صغيرتي لعلها تدخلني معها في تفاوضات قادمة.

ملولة

كنت أعرف أنها إنسانة ملولة ولكني لم أتصور أن الملل وصل بها إلى هذا الحد البعيد… فمنزلها الجميل في الحي الراقي تفاجأت به معروضاً للبيع بلا مبرر واضح «سألتها يا ستهم إنتوا في حوجة علشان تضحوا بالموقع السمح بتاع البيت» لترد.. «والله زهجنا من البيت ساي… حالة ملل بس قلنا نبيعوه ونشتري بيت تاني… عشرين سنة ساكنين هنا.. خلاص كفاية..» ولشدة ما تراه من تنسيق وجمال للمبنى تحس بالدهشة إن هذا المنزل يعرضه أهله للبيع لمجرد الملل… تحدثنا مع والدتها «حاولوا حافظوا على البيت… ما أظن تلقوا موقع مميز زيو تاني» ليكون ردها «عاد نعمل شنو مع زهج ستهم.. قالت ملت…»… «يا حاجة ملل ستهم دا ما تابعوه كده…»… فظللت أهمهم في نفسي «يا ربي الناس دي مالها جنت كده معقول في زول يملك بيت زي دا يفرط فيه زي دا ثم صمتت مرة واحدة عندما انتبهت إلى أن حال البلد كله يدعو إلى التملل…

آخر الكلام

كثير ما تفاجأت ببعض التنبه إلى أن الكثير من الأمور تفهم من قرائنها القديمة.. فربما بعض المتنفذين الآن في المنظمات والحركات كانوا في أطوار حركات بنيتي وربما أدى الملل البسيط إلى حالة تملل كامل لمرحلة بيع حتى البيوت… ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 10/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com