فدوى موسى

تعال ننجح مراراً -1

[ALIGN=CENTER]تعال ننجح مراراً -1[/ALIGN] بالتأكيد كل منا يتمنى النجاح في أمر الحياة كلها.. فالنجاح مبلغ ما يسعى إليه المرء في مد الحياة وجزرها ما بين بلوغه والإخفاق الذي يحبط الهمة ويقلل العزيمة.. والمؤكد أن عامل الاجتهاد «مربط البداية» للوصول للنتائج المخطط لها في أمر هذا النجاح.. كنت حضوراً للمحاضرة التي قدمها الشاب «أيمن سيف» من صناع الحياة، شراكة مع منسقية المرأة بالخدمة الوطنية.. هذه المحاضرة أعطتني أُطر ودلائل طريق النجاح الذي ليس هو بالأمر الهيِّن أو السهل، و كما يقولون «لا يتأتى النجاح بالساهل».. فالمعروف أن الإنسان الناجح لا يستسلم لنتائج المحاولات، مهما كانت دون الطموح أو المراقي.. فالأصل تكرار المحاولات والقيام من بعد السقوط مراراً وتكراراً، خاصة وأن المرء يعيش حياته مرة واحدة فلماذا لا يجعلها في خانة الحياة الناجحة.. طريق النجاح هو تداول ما بين الذوات ومعتقداتها وقيمها.. فكرها ومعرفتها ومهاراتها وقدراتها في تدافع ما بين مركز الذات ومجموعة هذه المنظومات.. فنحن كموحدين مؤمنين بالله وطاعته وقدره.. جُعل لنا السعي سبباً للنجاح من بعد التوكل على الله.. وفكرنا ومعرفتنا مبنية على ما ينفع الناس ولا يضرهم ومهاراتنا وقدراتها يجب أن تُسخَّر لكل هذه القيم الكبيرة.. والاستزادة من معين التاريخ الإنساني القريب والبعيد تعتبر منبعاً لا ينضب في رفد عقولنا بأدبيات النجاح في العالم من حولنا في حالة الإيقاع السريع له.. لأنه يستفيد من تاريخه ويبني عليه، و معدلات القراءة اليومية أو الدورية هناك تفوق ما يقرأ هنا وسط دولنا آلاف المرات.. لذا نجد أن مخزونهم المعرفي للتداول مع الحياة أكبر وأشمل منا، ولكنا نشترك جميعاً في معطيات الحياة- نعيش في هذا الكون- ولنبني النجاح لابد من الدوافع التي تحرك شرارة الانطلاق لمبدأ الإنجاز.. وهي دوافع كثيرة، منها الطبيعية مثل السعي لأجل الأساسيات الحياتية من أجل البقاء وحفظ النوع، إلى الدوافع الداخلية الخاصة بكل شخص، إلى خارجية بدءاً من محيط الفرد إلى الأسرة إلى المجتمع إلى الإقليم إلى الدولة إلى القارة إلى العالم إلى الدنيا.. وهذه الدوافع هي التي تمثل مفتاحاً إلى السلوك المحرك للفرد بالتالي إلى الإنسانية.. كما لا يخفى دور الطاقة البشرية التي تحرك اتجاهات الأشياء والأمور باعتبارها المورد والقدرة على إدارة الحياة ككل.. وتكمن طاقتنا هذه في الصحة والعافية التي نعتمد عليها في تفجير الطاقات الأخرى من الاحتياجات الجسمانية والذهنية التي تجعلنا نحلل ونربط تواثق الخطوات الحياتية، كما لا يخفى علينا دور الطاقة العاطفية التي تعتمد على الاستحسان أو على الكراهية.. وأن نحذر لصوص الطاقة مثل الغضب والقلق والإرهاق.

آخر الكلام..

ديننا الإسلامي حفي بهذه الطاقات الإنسانية، وقادر على حمايتها من لصوصها.. ففي توجيه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بـ«أن لا تغضب» دافعاً لحفظ المورد البشري من اليأس والانهزام أمام سطوة هذا الغضب الذي أحياناً يُخرج المرء من الملة..

سياج – آخر لحظة – 13/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com