نظرية الألفة!
لغة الألفة!
عرفنا.. نحن تلميذات الصف الثاني ابتدائي أن الرقابة الخارجية هي التي تقوِّم انعواج دواخلنا الصغيرة.. فبات من حكم المؤمل بيننا أن ننظر بشيء من التوجس لتلك التي أوقفوها «ألفة».. إنها الغول الذي نخشاه.. فإن التفتت يمنة أفسحت براحاً لنا للنجوى يساراً.. وإن تقدمت أمامنا أعطتنا القفا التمعت بارقة انفراج لنا للنجوى والحديث خلفاً.. كلما واجهت وجوهنا نظرنا إليها وفي صدرنا غل على هذه الرقابة التي قتلناها في ذواتنا.. فلا رقيب ولا ضمير إلا عبر هذه الماثلة أمامنا.. لذا ماتت فينا رقابة الذات.. لماذا نرهق ذواتنا بحمل الرقابة الذاتية هماً ما دام هناك «ألفة».. التي هي لغة الحديث داخلياً وخارجياً.
تحت الكنب.. ألفة
وزعوا أوراق الامتحانات وسط جو جديد لم يألفوه.. فقد اعتادوا أن يكون هناك رقيب في رؤوسهم ليحسوا بالضمير.. وفي ذلك اليوم جاءهم «الأستاذ» من بلاد بعيدة.. بعيدة.. فقال «هذه أوراق الامتحان.. لا رقابة إلا ضميركم الحي».. وخرج فكان أصعب امتحان امتحنوه.. نعم لأنهم اكتشفوا أن الوازع في وجدانهم غائب.. فقد غاب عنهم «الألفة» الذي صار أنموذجاً يخشوه.. فسقطوا جميعاً في الامتحان.. فقد استقوا الأجوبة من أمهات الكتب من تحت الكنب.. حيث نظروا أسفلهم فما وجدوا «الألفة» فقتلوا الضمير الحي حتى دفنوه..
حقاً ما دام في داخلنا رقيب غائب تسهل علينا سرقة كل شيء.. مادي ومعنوي.. الفكرة وتنفيذها.. الإبداع والتفتق ما دمنا لا نخشى إلا «الإلفة».. فإذا انهزم «الألفة» صرنا نهاشين ولصوصاً.. فكلما أقتربنا من احتمال نظرية «الألفة» أكثرنا من أعداد اللصوص في كل مجال.. إذن هذه مدارس الألفة لا تخرج إلا «الحرامية» والمحتالين.
آخر الكلام:
أنظر لنفسك في أي مدرسة تخرجت.. تعرف أي نهج في حياتك انتهجت.. فإن كان على رأسك رقيب واضح المعالم فاعرف أنك تسرق الأشياء والأحاسيس من الداخل.. إنها نظرية الألفة.. ودمتم
سياج – آخر لحظة – 21/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com