الوقوف طولي
أما الرجل فإن أخطأ فهو رجل.. وإن جاء بسلوك مشين حرروا له صك الإجازة لكونه ذكراً… والذكر في فقه البعض مرفع عن كل الصغائر التي يرتكبها بعضهم عن قصد وسوء نية.. لك أن تتخيل إحداهن في طريقها العام للعمل أو لمنزلها فيعاكسها صاحب مركبة ذات اليمين وذات الشمال.. فتلوذ بجنبات الشارع والكل ينظر.. فإن أعطت لنفسها حق «الشتيمة والسب لهذا المراوغ».. ظنوا فيها الظنون وتساءلوا أسئلة تعسفية من شاكلة «ليه هي من دون البنات الشاغلها بتاع العربية دي وليه.. وليه؟»…
وإن ركبت مركبة عامة وشاركها أحدهم من هؤلاء المقعد وبدت منه تصرفات صبيانية هزيلة، فإن جرته وأوقفته في حدود الأدب جاهر بصوته «بنات آخر زمن.. الواحدة تتزحزح وتتلصق وتنابز… حمانا الله… الله يستر على الولاية.. وآخ آخ بنات آخر زمن»، فيرمقها السائق والمتحصل «أقصد الكمساري»، بنظرة بائسة ومؤنبة.. لترد «شوف بالله الاستحوا ماتوا..».. فتضطر في المقبل من الأيام لحمل الدبوس، لأن القانون لا يرصد مثل هذه الممارسات الرجولية «الخائبة»، «فتشك» هذا و«تطعن» هذا ولا يستطيع أحدهم أن يقول «واي يا ابوي الحقني»، فيتحمل ما يحمله الدبوس من ألم الوخز خاصة عندما يتجرأ ويمد يده من جانب المعقد في المركبة ويبدأ في التحسس المحرم، ولأنها وعت الدرس فلا تجد النجدة إلا في هذا «الدبوس»… إذن كثيراً ما تظلم المرأة في دائرة تصرفات بعض الرجال عندما يجعلوا من أنفسهم «حثالة» المجتمع، ورغم ذلك لا يجدون من يجعل من تصرفهم المنكر المعروف.. ما دام هناك مبدأ «ضربني بكى وسبقني شكى».. والمجتمع يتجاوب معه تحت ستار إنه مجتمع ذكوري.. فيحق له أن يفعل ما يحلو له…
إذن هي دعوة لأن يعود بعض الرجال للطريق النسوي في الطريق العام والمركبات العامة… «والمقاعد الأمامية للنساء.. لأن الرجاء بعبارة أفضلية المقاعد الأمامية للنساء لم تؤتِ أكلهم… رجال تخاف ما تستحيش».
ü آخر الكلام:
حاذرن عزيزاتي المترجلات والمتعاملات مع المركبات العامة أمثال هؤلاء «الخيب من رجال البلد».. واحملن الدبوس «كنظام عام خاص بكن»، فالطريق العام يتطلب حالة الوقوف الطولي.
سياج – آخر لحظة – 23/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com