فدوى موسى

جيتونا وشرفتونا

[ALIGN=CENTER]جيتونا وشرفتونا [/ALIGN] في ذلك اليوم والمسؤول الكبير يعتزم زيارة إحدى المناطق التابعة له، وقد سبقه المطبلون لإعداد المكان والاستقبال وحشد المستقبلين.. وقف التلاميذ في مداخل المنطقة وقد أخذ منهم التعب حقه ومستحقه، وقد أعادوا مرة من بعد مرة هتافات «جيتونا وشرفتونا» و«جيتاً جيتو.. حبابكم عشرة…».. وطال الانتظار والشمس تزداد في هجيرها فردَّدوا كل ما في جعبتهم من محفوظ ومردود إلى أن وصلوا إلى نشيد «برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا…» الذي صادف وصول ذلك المسؤول فهل صادف الكلام أهله؟ أم هل تغنوا الغناء المناسب؟

ü نشوفك في اليوتيوب:

أصاب البرود كل شيء في حياتها… فصارت كل الحياة عندها مجرد ثلوج وجليد.. أخبرت صديقاتها اللاتي ظهرن لها كمستشارات خبيرات في شؤون إعادة الحرارة للمياه الباردة الجامدة.. أشرن عليها بشراء ذلك الدواء من العطار المعروف وأن هذا الدواء مجرب وله فعل السحر… فصدقتهن وأخذت اسمه في وريقة صارت تحولها من مكان لمكان، وحالة من التوجس تجعلها تتخيل أن كل العالم يرقبها في أمرها هذا… اصطحبت إحداهن إلى العطار وكانت أكثر منها فصاحة وبلاغة.. فدفعت بها لتقول المطلوب… فقالت للعطار «خد الورقة دي أدينا المكتوب دا» ورد العطار «حاضر…» وعاجلته بسؤال… «طيب طريقة الاستعمال كيف ومفعوله شنو؟» أجاب «ملعقة في كوب على الريق، أنسب استعمال لمدة أسبوع.. والمفعول يزيد لو زدتي الجرعة.. لا تغلطي فيها.. وإلا نشوفك في اليوتيوب».

أسعارك نار:

أخذت كل «الماهية» ودلفت بها إلى السوق المولع… فحرقت نيران السوق حقيبتها منذ وهلة الدخول لتخرج برماد ضئيل من من احتياجات الشهر… بصل- خمسون جنيهاً… زيت- خمسون… صلصة- ثلاثون جنيهاً.. ومستهلكات واحتياجات و… فتسلمت حقيبتها خالية بعد أن أفرغتها في جوف وكرش السوق اللعينة.. ويتكرم عليها «الستر والفتح ما بين البائع والشاري» بهذا الخواء الضافي… وتنبهت فجأة أن تسأل نفسها ما جدوى الأحلام الوردية والرومانسيات التي يتحدث بها إليها «أبو العيال» وهو يقضي نصف يومه في ظل شجرة النيمة أمام منزل ورثة أبيها يداعب هذا ويلامز ذاك من المارة.. يتناول فطورة تحت الفيء… كل مهمته في الدنيا أن يحيي المركبات التي تحمل أبناءه في تراحيل المدارس ذهاباً وعودة.. لتدخل عليه بعد عمل شاق مكدودة وهو يسألها «بالله يا فاطنة أديني حق السفة والسجارة» فتهمس في نفسها تف يا دنيا تف…»… وتدخل يدها في جوف الدولاب الذي سترت فيه بعض المدخور وهي تقول بكل ما أُوتيت من حسرة «خذ… اتكيف تمام»… وتهمس في نفسها «إن شاء الله السوق يولع أكثر وأكثر عشان تريحك يا راجل فاطنة من أي دعم أو «سبورت»… وخليك طوالي كده… وأحسن المدخورة تبقى في بطن ورأس السوق من أن تكون في بطنك الغريقة ورأسك الفاضي… يا راجل ما تخلي عندك دم وقوم على السوق… انفض الراحة من جسمك الناعم… وحسبنا الله».

آخر الكلام:

على أي حال تشبه بعضها «جيتونا وظهر الثعلب يوماً.. ونشوفكم في الفيس بوك ولا اليوتيوب».. لكن السوق دا بالجد داير مدافعة ومجاهدة جادة لا من شاكلة الكلام والتصريح في الهواء.. لكن بحق وحقيقة لسان حال السوق النار ولعت ومنو البطفيها.؟

سياج – آخر لحظة – 24/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com