فدوى موسى

جيتونا وشرفتونا 2

[ALIGN=CENTER]جيتونا وشرفتونا 2[/ALIGN] كثيراً ما أحس بأن الكبار جداً في دنيا السياسة والاجتماع والحياة مجرد أناس صغار في بعض المواقف، خاصة عندما ينتصرون لأنفسهم وذواتهم في مقابل انهزام كبير للمصلحة العامة أو الأتباع.. فإن كنت ممن امتحنهم الله بأن يكونوا في هذا التصنيف، بالله عليك حاول أن تكون كبيراً بعيداً عن اللقط والفاحش من القول والعمل.. فحالات التباهي بالقوة وسلطة المنصب التي يمارسها البعض تولد للكثير صورة ذهنية باهتة حولهم بعد أن قدروا سابقاً أن لهم من الهيبة والهالة ما يدعهم يتسامون فوق الصغائر، ولكن المفاجأة المذهلة هي سقوط هؤلاء في امتحان الصورة الذهنية الزاهية وإصباغ صفة مجال هرجهم ومرجهم بالعبث الكبير جداً.. بالله عليكم أكبروا مواقف وأقوالاً وأفعالاً.. وكونوا قدر المناصب والكراسي الدوارة حتى إن جلستم عليها أضفتم إليها أبهتها، لا إن جلستم عليها خبأت بعض من أحقادكم واعتقاداتكم الواهية في الناس والبشر.

أجمل تمثيل:

فبركة حلوة لكنها خبيثة جداً تجري فصولها بصورة دورية والناس بين ناقم وسعيد.. مواعيدها معروفة.. آلياتها محفوظة.. وسيناريو إخراجها محكم ينفذ ببلاهة محكمة حتى أن الممثلين يعتقدون أنها حقيقية.. فيعتقد بطل الفيلم أنه البطل حقاً.. أنه «الهيرو» المحبوب للجماهير من ثم يتلبس الحالة «الفشنكية»، ولكن الأغرب أن هذا التمثيل يمكن أن يطول لفترة زمنية قصوى حتى تصوير مشاهد الفيلم التالي.. فالتمثيل ينتهج في مثل هذه الأمور «قانون التوالي»، لأننا في حالة تمثيل.

كل الغبش:

من زمان اكره الصفوف التي تتحرك ببطء شديد.. واكره الوقوف ازدحاماً أمام شباك الصراف، حيث لا زالت تقنيات الصرف والاستلام تعتمد على ذلك المدعو «الشباك».. وكلما رأيت صفاً بشرياً يترنح تحت نير التزاحم والتدافع ودفع بعضهم ببعض، أدركت أننا ما زلنا «غبش».. فقد تغنى وجداننا «دايرين نشوف كل الغبش واقفين صفوف..».. وفي ظل ارتفاع الأسعار الأمر الذي كان سابقاً مدعاة لإفرازات كثيرة مثل الصفوف والسوق الأسود.. فهل ستعيد موجة ارتفاع الأسعار في أسواقنا موجة الاحتكار و«الدسدسة»، ومن ثم تتواجد مساحات لتزدحم الصفوف من أول وجديد.. رن هاتفي ودعوة من الطرف الآخر للمشاركة في محدد ما، فأخذ الهم كل مساحات عقلي، لأن الأمر يتطلب الوقوف بالصف وحالة «الغباشة إياها».. والحمد لله.

آخر الكلام:

عندما تكون الحياة عبارة عن مسرح لا نجد فيه التمثيل، يتوجب علينا أن ندمن فقه الصفوف والطوابير.. وأجمل الفيلم الذي يبتديء بطابور وينتهي بطابور.. بس من غير طابور خامس.. ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 25/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com