فدوى موسى

شهادة تسنين

[ALIGN=CENTER]شهادة تسنين [/ALIGN] مازلت أذكر احتفالاتنا بنهاية عام ومقدم عام جديد.. حيث كان الاحتفال إطاره البيت وفنانه التلفزيون القومي ولحظاته إطفاء الشمعة عند منتصف الليلة وهي تستقبل العام الجديد، وكل دقة من الساعة (تك.. تك.. تك).. وننتقل للعام الجديد مع إجازة الاستقلال التي تبدو دائماً مثل «شهادة التسنين».. ولكن ماذنبنا إن يأت هذا العام مختلفاً عن كل الأعوام التي فاقت نصف قرن من الزمان.. فإن كتبنا مطالعه الأولى بتسنين ميلاد الاستقلال، فإن اليوم التاسع من يناير يشكل علامة فارقة في حياتنا السودانية لا تقل أهمية عن الاستقلال الأول.. قد يرى البعض أن ذهاب الجنوب أكثر خطراً من الاستعمار.. ولكن بنظرة للأمر من زوايا أخرى قد نجد ذهاب الجنوب قد يدخل في خانة التجريب، لعل وعسى أن تكون هناك حلول انفصالية ناجحة أو عودة للوحدة عن اقتناع عميق.. ورغم أن البعض يرى أن لا سبيل للعودة في ظل التواجد الكثيف للأجندات الخارجية.. فقد تداخلت تعقيدات عدة جعلت من حسن الظن والأمل في مقبل الأيام للوحدة السودانية.. فهل خرجت علينا شهادات الاستفتاء بإضافة تاريخ جديد بفصول مغايرة لما ظللنا نحتفل به لأكثر من خمسين ونيف من الأعوام.

طائرة قرنق:

لم تصبر جهات معنية لم تسمها الصحف حتى تستبين ملامح أوجه قتلة (قرنق).. حتى تعجلت ببيع حطام طائرة الراحل (جون قرنق) لمستثمر.. وبمناسبة بيع هذا الحطام.. ما هي حقائق «قتلة قرنق» حتى نستطيع أن نعرف من يقود الجنوب لمناحي البعد والاقتطاع من عمق الوطن.. ولماذا يباع هذا الحطام في هذا التوقيت، وقد أجزم الكل أن التخلص منها لابد أن يتم بواسطة إجراءات معقدة، لأنها أحد الأدلة التي يعتمد عليها في معرفة سبب تحطم الطائرة.. فهل هو تخلص من بعض أدلة، أم أنه تخلص من (دراما مقتل قرنق).. أم هو إرجاع لسوء الطقس.

حكاوي طلبة:

يحكون أنهم قوبلوا بكل البشر والحب ومكثوا في الجنوب أياماً حلوة، إلى أن أعلن (باقان) تعطيل الدورة المدرسية.. فقطعوا عنهم الماء والكهرباء وقلبوا لهم وجوهاً أخرى.. بل إن بعض الطلبة اضطروا لتسليم (موبايلاتهم) لبعضهم حتى لا يتضرروا بأي وسيلة عنف.. فهل أصبح المواطن الجنوبي يتلون بوجه الساسة.. وما حكاية (يا غريب يلا لبلدك..) فهل كان الجلابة غرباء.. والمدن والأرياف الجنوبية لا تختلف في مظاهرها وجوهرها عن مدن وأرياف الجلابة..

آخرالكلام:-

عندما تهل الأعوام بوجوه صعبة يظل الاحتفال بموسم القدوم والرواح سيان .. وتبقى إجراءات إخراج شهادات الميلاد والتسنين مجرد إثبات حالة ليس إلا … دمتم

سياج – آخر لحظة – 26/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com