فدوى موسى

حصحص الوطن

[ALIGN=CENTER]حصحص الوطن [/ALIGN] يمتحن الوطن هذه الأيام في أعز ما يرتكز عليه من مقومات أساسية.. فإن كانت عناصر الأرض والشعب هي التي تقوم وترفع من شأن الوطن.. فإن الاستفتاء القادم يضع الأرض السودانية في مفاصلة تاريخية تستصحب معها كل تحديات ما يمور داخلياً وخارجياً.. وما يتداخل بين ذلك من أجندات وضغوطات جعلت من البلاد طائفتين شمالاً وجنوباً.. وأهدرت ما بين ذلك معاني التوحد والبقاء تحت حمى السودان الواسع المتسع الممتد مليون ميل مربع.. وها هي الالتزامات ما بين الشمال والجنوب.. المؤتمر والحركة في ظلال السلام الشامل تصل مرافيء التقسيم والتشتيت والفراق إلى رحاب بعيدة.. ولكن يبقى التعويل على أخف الفقدان القومي.. الآن حصحص الوطن يجب أن يتسامى الكل عن ما يعتمل في صدره حكماً ومعارضة.. ماذا يفيد البلاد الآن أن يعلو صوت التشاكس والتعارض.. والأصل أن يحافظ كل حادب على مصلحة الوطن.. على وحدة الصف الداخلي إلى أن تهدأ الأوضاع وتصل مرحلة الاستقرار ومن ثم يمارس من بعد ذلك الحكم والمعارضة..

حقيقة هذا التوقيت لا يتسق مع حساسية ما تمر به البلاد من تداعيات.. فليهدأ المعارضون من أجل أن يضمنوا استقرار البلاد ويؤمنوا الأرض التي من أجلها يتصارعون.. بالواضح أن شمال السودان يحتاج لتوحيد العمل لتجاوز عدم الاستقرار والإنفلات إن أصرت المعارضة على خلق جو من التوتر.. باعتبار أن الحكومة ستكون في حلقة من حلقات الضعف تحت نير التدخلات الدولية فيما يلي تنفيذ تقرير مصير الجنوب استفتاءً باطنه وظاهره الانفصال.. فالمرحلة لا تحتمل الانتصار للكيانات والأحزاب.. ولكنها تحتاج لبلع المرارات والتسامي فوق أجندات الكيانات إلا كيان الوطن.. وليس بالشيء الهين أن تتقسم البلاد إلى دولتين وتصبح نقاط الحدود و أبيي خاصة، مصدراً للحرب والداخل الشمالي يراوح محل الاختلاف والكيد السياسي.. إذن يجب الاتفاق على خطوط حمراء لا تتجاوزها كل الكيانات حاكمة ومحكومة ومعارضة حتى تصل بالبلاد لبر الأمان حتى ولو اقتطع منها هذا الجنوب الحبيب.. فعين الواقع تنبيء ببصيرة الاحتمال والصبر حتى تجاوز ساعات المحنة.

آخر الكلام: تنازعوا حول السلطة.. حول القوة.. حول الموارد.. ولكن بعد أن تتأكدوا أن هناك وطناً يمكنكم أن تمارسوا فوق أرضه كل هذه الممارسات.. «فلتدم أنت أيها الوطن».

سياج – آخر لحظة – 27/12/2010
fadwamusa8@hotmail.com