[ALIGN=CENTER]ذكاء وطني [/ALIGN]
غم الأفق ظلام الإحساس بأن العلاقة ما بين الشمال والجنوب ستدخل مرحلة (القطع الجاف)، ولكن هدوء النبرة التي بدأ يتحدث بها السيد الرئيس متعهداًعدم التفريط في إعانة الجنوب حال الانفصال تنم عن تفهم واضح واستيعاب لمعطيات الواقع، واتجاهات التعامل بشيء من سعة المدارك لتدارك تداعيات المقبل.. فهذا الانفصال قطع شوطاً بعيداً، فليكن التعامل معه بحكمة وتروٍ تحسباً لما بعده من تداعيات وفتحاً لاستقرار الملفات الأخرى من أن تحذو منهجها مشابهاً ومقارباً… وليبدأ العمل في التحكم في الملفات الأخرى بشيء من الذكاء الوطني.. هذه اللغة التي نريد أن نسمعها لغة التفاهم والسند المشترك من أجل مساعدة الحكومة القادمة في الجنوب، الأمر الذي أدى إلى هدوء نسبي وسط توجهات مطالبات الحركة الشعبية للقوى السياسية الشمالية لتحريك حوار مع الحكومة للوصول لموقف وطني بدلاً عن السعي لاسقاط الحكومة بالشمال، لأن رؤى الحركة فطنت إلى أن هذا الخط يضير بأمن البلاد الناشئة في مرحلتها الأولى، بالتالي يؤثر على الوضع في الجنوب، وهدأت لغة «باقان» للحد الذي دعاه إلى ضرورة المطالبة بتأمين حكومتين مستقرتين في الشمال والجنوب… حقاً لابد من أن يكون دور قواتنا السياسية سامياً خلال الفترة الأولى ما بعد الانفصال.. وأن تلحق أجندتها للوصول لسدة الحكم بتنظيم أدواتها كما يحلو لها، ومن ثم تصل للحكم في وضع مستقر لا على «خراب مالطا»، بالتأكيد أحزابنا السودانية جميعها لاينقصها الذكاء الوطني الذي يستطيع أن يسيطر على مقاليد الحكم في البلاد، وطالما تم اقرار مبدأ الاحتكام للصناديق والاقتراع، فلتبدأ كل القوى في الإعداد لتلك المرحلة، وهي تمتلك الأدوات فقط عليها إدارتها في ذكاء وطني خالص.
فرح مجاني
فعاليات أماسي الخرطوم الموسيقية التي أقامتها وزارة الثقافة الاتحادية مع وزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم استعداداً لمهرجان الخرطوم المزمع في نوفمبر من هذا العام تحت شعار (وطن واحد وجدان واحد).. أخرجت دلالات أن الشعب تواق للفرح وإثراء الوجدان في ظل الضغوطات التي جعلته منهكاً ومكدوداً.. وحسناً فطنت هذه المؤسسات لدور الوجدان في احتمال تداعيات الوضع الراهن، فلماذا لا يكون ديدنها الاستمرار في هذا الفرح المجاني.. بالمقابل تتسم الاحتفالات المقبلة بنهاية العام ومقدم الأخير بارتفاع أسعار التذاكر.. ويهمس ساهرو تلك الليلة «إن الفرح ارتفعت أسعاره نتيجة لارتفاع الدولار».. وتميزت الليلة التي تغنت فيها (نانسي عجاج) حينما اتغنت بروائع كل من عثمان حسين، وحسن خليفة العطبراوي، وسيد خليفة واللطيف جداً «صاحب الشقي والمجنون» الكحلاوي.. حقاً مثل هذه الأمسيات الراقية (المجانية) تجلب أنواعاً من الوجدان الراقي السامي الذي يحتمل الأفكار الكبيرة مثل احتمال تداعيات انفصال هذه المساحة الواسعة من البلاد «عن طيب خاطر» لا غبن فيه نزولاً على رغبة الطرف الآخر الذي هو الأخوة الجنوبيون «يا ناس استيلا».. وشكراً للفطنة لمثل هذه الفرجات من الأمل للتنفيس عن كبوتات الوجدان.
آخر الكلام
(روقوا المنقة) شعار يحتاجه السياسيون والمواطنون وعامة البشرية في هذه البلاد ليبرئون ذمتهم من احتمال مرارات كثيرة بواقعة متفتحة جداً.
سياج – آخر لحظة – 1/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com