فدوى موسى

ميزانية العجب

[ALIGN=CENTER]ميزانية العجب [/ALIGN] العجب رجل ميزانية.. دائماً ما يستعينون به في وضع الميزانيات التي يعرفون أنها ستذهب للمدير المتعنت لتصديقها.. فإن كانت الحاجة الفعلية للميزانية مليون مثلاً.. تقدموا لهذا المدير بميزانية مقدارها «2» مليون ليقوم «بقصها» إلى النصف، فيصلون إلى المبلغ المراد وينفذون العمل في الحدود المطلوبة للميزانية التي بهرهم «العجب» بإعدادها حسب مزاج مديرهم.. فقد تخصص «العجب» في جلب التصديق منه.. ولكن هناك تقنية لهم يفهموها بعد.. أن هذا المدير مؤمن بمباديء عجيبة «مثل العرض والشو»، فإن كانت الميزانية الموضوعة لمشروع تكلف مليون مثلاً، فإن هذا المدير يمكن أن ينتقصها ولكنه بالمقابل يمكن أن يدفع خمسة عشر مليوناً من أجل الافتتاح أو الختام والبهرجة لهذا المشروع، والعجب يفهم نفسيته جداً فصار لكل عمل افتتاح وختام وبهرجة وإن كان عملاً راتباً، وذلك بغرض الحصول على الميزانية المطلوبة والمناسبة.. وسموا هذه الميزانية «بميزانية العجب».. والتي ينتهجها كثيرون في هذا البلد.. فهل صدقوا لنا بمليار صدق وخمسمائة إخلاص وستمائة تفانٍ وعشرة في المئة عمولة إتقان عمل.. دون أن ينقصوها «الحبة».. عندئذ لا نحتاج لخمسة مليارات للافتتاح، وثلاثة مليارات للاختتام ومليارات لحفل عشاء على شرف مشروع العمل الوطني الخالص.. فيا هؤلاء اعملوا ليرى الله عملكم وليس الناس.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

حوار درامي

تأملت الحوار الدرامي في ثنايا سيناريو ما بين الممثلة والممثل.. فهي عربية مسلمة وهو إسرائيلي يخفي هويته عنها.. جمعتهما بلادها وظروفها الصعبة.. فتزوجها وهي لا تعرف عنه إلا أنه مثلها في كل شيء إلى أن تكشفت حقيقته وأصبحت هي أماً لأطفاله.. قالت له «إنت يهودي.. وأنا مسلمة».. قال لها «عشت معك سبع سنوات ولم أكن أصلي أو أركع أمامك ولم تقولي شيء».. وأردف «لا يهمكم الدين.. قلما تتمسكون بالتوافه من الأمور».. دق هذا الحوار الدرامي في رأسي، إضافة لعرض تلفزيوني لكلمات مطبوعة قرأتها عن فتاة مسلمة لا تجد حرجاً في الزواج بيهودي.. ومرة أخرى.. أخرى.. وآخر.. كل هذه الدراما ما بين الحقيقة والخيال، واليوم أنا أشاهد بعض المشاهد لدراما «الاستيطان».. لم أصدق هذه الطريقة التي اقتحم بها المستوطنون منزلاً تدافع عنه امرأة عجوز تمتلك وثائق الملكية، لكنها مجبرة على مفارقته تحت وطأة هؤلاء العتاة.. فصار التلفاز أمامي عبارة عن دراما محبطة ولا إنسانية.. ومرت ليلة وليلة.. وجاء صباح اليوم التالي لليلة رأس العام وحدث يلهب الشاشات.. حادث كنيسة الإسكندرية يفجر وضعاً نظنه على مستوى أبعد من مكان الحادث مأزوماً بسبب تداعيات كثيرة، وهذا لا يعني تبريرها وإظهارها بشكل لا إنساني.. نعم لكل فرد دينه ومعتقده وهويته، ولا يجدي أن نمس محراب الآخر ما دام أنه لم يمس محرابنا.. ويجب التفريق ما بين ما هو عام وما هو خاص.. والظلم لا يرفع بظلم.. فإن ظلمنا لا يجدي أن نظلم.

آخر الكلام: نبدو مأزومين في كل شيء لدرجة أننا لا نحتمل الآخر ولا يحتملنا الآخر، فنضطر لانتهاج إقصاء أو قتل الآخر.. أو ننغمس في دراما قاصرة منها «ميزانية العجب».. ودمتم..

سياج – آخر لحظة – 4/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com