ميزانية العجب
حوار درامي
تأملت الحوار الدرامي في ثنايا سيناريو ما بين الممثلة والممثل.. فهي عربية مسلمة وهو إسرائيلي يخفي هويته عنها.. جمعتهما بلادها وظروفها الصعبة.. فتزوجها وهي لا تعرف عنه إلا أنه مثلها في كل شيء إلى أن تكشفت حقيقته وأصبحت هي أماً لأطفاله.. قالت له «إنت يهودي.. وأنا مسلمة».. قال لها «عشت معك سبع سنوات ولم أكن أصلي أو أركع أمامك ولم تقولي شيء».. وأردف «لا يهمكم الدين.. قلما تتمسكون بالتوافه من الأمور».. دق هذا الحوار الدرامي في رأسي، إضافة لعرض تلفزيوني لكلمات مطبوعة قرأتها عن فتاة مسلمة لا تجد حرجاً في الزواج بيهودي.. ومرة أخرى.. أخرى.. وآخر.. كل هذه الدراما ما بين الحقيقة والخيال، واليوم أنا أشاهد بعض المشاهد لدراما «الاستيطان».. لم أصدق هذه الطريقة التي اقتحم بها المستوطنون منزلاً تدافع عنه امرأة عجوز تمتلك وثائق الملكية، لكنها مجبرة على مفارقته تحت وطأة هؤلاء العتاة.. فصار التلفاز أمامي عبارة عن دراما محبطة ولا إنسانية.. ومرت ليلة وليلة.. وجاء صباح اليوم التالي لليلة رأس العام وحدث يلهب الشاشات.. حادث كنيسة الإسكندرية يفجر وضعاً نظنه على مستوى أبعد من مكان الحادث مأزوماً بسبب تداعيات كثيرة، وهذا لا يعني تبريرها وإظهارها بشكل لا إنساني.. نعم لكل فرد دينه ومعتقده وهويته، ولا يجدي أن نمس محراب الآخر ما دام أنه لم يمس محرابنا.. ويجب التفريق ما بين ما هو عام وما هو خاص.. والظلم لا يرفع بظلم.. فإن ظلمنا لا يجدي أن نظلم.
آخر الكلام: نبدو مأزومين في كل شيء لدرجة أننا لا نحتمل الآخر ولا يحتملنا الآخر، فنضطر لانتهاج إقصاء أو قتل الآخر.. أو ننغمس في دراما قاصرة منها «ميزانية العجب».. ودمتم..
سياج – آخر لحظة – 4/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com