فدوى موسى

السودان في الفضاء

[ALIGN=CENTER]السودان في الفضاء [/ALIGN] إن أردت أن أتابع شؤون بلادي فيما يلي حراك الاستفتاء فإنني أعمد إلى متابعة القنوات الخارجية، التي دائماً ما تكون موضوعية بعيداً عن نظرية المؤامرة، فالتناول المفتوح لقضايا الاستفتاءأتابعه في الجزيرة، العربية، والـ بي بي سي، ومن ثم أحس أنني أرى الموقف من عدة زوايا.. بالمقابل عندما أتابع شأن الاستفتاء في التلفزيون القومي أرى القصور الواضح والانكفاء على الزوايا الأخرى المختلفة، التي لا نعرف مايليها فيما يشبه الاقصاء الواضح.. وأنا هنا الوم القائمين على أمر التلفزيون القومي، حيث لاتزال تناولاتهم لقضايا الاستفتاء لا تستصطحب كل الاتجاهات والتوجيهات.. لذا أعتقد أن منابر القنوات المذكورة هي التي تجذب الجمهور السوداني للمشاهدة والاستماع.. كما لا يفوتني هنا أن أثنى على قناة الشروق التي تنتهج مساراً معتدلاً في متابعة أمر الاستفتاء.. فهل يعقل أن تخصص هذه القنوات لتغطية تامة عبر مراسلين مرابطين شمالاً وجنوباً، ويكتفي التلفزيون السوداني باستضافة محسوبي النظام فقط.. وعلى ما يبدو أننا سنهجر أو هجرنا حقيقة متابعة أهم حدث تاريخي حديث للبلاد عبر التلفزيون القومي.. إلى القنوات الأخرى.. والشيء الذي يلفت النظر أن أخبار السودان تجد مساحات واسعة في الكثير من القنوات الحية، وهذه دلالة على حساسية الحالة السودانية، فالشارع الشمالي سلم بحتمية الانفصال، لكنه يأمل في الوحدة لاعتبارات كثيرة.. أما الشارع الجنوبي بات أكثر انفصالية لدرجة الإعلان الضمني بأن استقلالهم الحقيقي سيكون يوم الانفصال، وبدا ذلك في إحجامهم عن الاحتفال بيوم الاستقلال القومي مطلع هذا الشهر، في حين ضج الشمال احتفاءاً بيوم الاستقلال.. ويبدو أن الشقة بين الشمال والجنوب قد قطعت شوطاً بعيداً.. رغم أن الكثير من الأخوة الجنوبيين مازالوا يؤمنون بالوحدة، حيث وجد هؤلاء تفاصيل حياتهم مرتبطة بالشمال.. وبعيداً عن هذا وذاك فإن الاحتراب ما بين نصفي البلاد كان مربط فرسه الفقر ،التهميش.. ولم يكن تقرير المصير مطلباً حالياً في ظل وجود المؤتمر الوطني والحركة، فقد طالب الجنوبيون بهذا المطلب باكراً جداً لاعتبارات تتعلق بالاختلافات ما بين الشمال والجنوب في الدين والثقافة والسحنة، والجنوب السوداني هو الأقرب للدول الافريقية بطقوس وتفاصيل حياته البسيطة والكبيرة.. فقد كانت علاقته بالشمال مشوبة ببعض الأحساس بالمرارة بناءاً على ما دار من حرب فقد فيها الجانبان الكثير من خيرة الأبناء.

آخر الكلام:

لا يعجبني التشفي المخبوء في بعض العبارات الآتية من الأخوة الجنوبيين يشيرون فيها إلى أن الاتجاه الآن للقول إن المشكلة هي مشكلة (شمال السودان) بالمقابل نحث القوى الشمالية لتدارك الأحداث المرتبطة بخطوة الاستفتاء، بعيداً عن أجندة أحزابهم، فالمواطن السوداني أذكى من فكرة الاصطياد في الماء العكر.. وبيضوا وجود الوطن في الفضائيات وتساموا عن ضغائنكم ودمتم..

سياج – آخر لحظة – 5/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com