نور الدين مدني

قسيس جبهة!!

[ALIGN=CENTER]قسيس جبهة!! [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* حالت ظروف عائلية دون تلبية دعوة سوداتل لافطارها الرمضاني السنوي، كما لم اتمكن من المشاركة في افطار الطائفة القبطية الرمضاني السنوي الذي صادف نفس اليوم أمس الأول.
* العلاقة الحميمة التي تربط بين المسلمين والأقباط السودانيين قديمة عايشناها منذ ان تفتح وعينا الاجتماعي بمدينة عطبرة التي كان للاقباط وجود ظاهر فيها خاصة في السكك الحديدية وفي السلك الحسابي بصفة خاصة.
* افطار الاقباط الرمضاني الذي يحرص الرئيس البشير على تشريفه ومخاطبته يتجدد الحديث فيه عن التسامح الديني في بلادنا الذي يتصادم مع أفكار وممارسات الانكفائيين الذين لا يؤمنون حتى بما جاء في القرآن الكريم من ان النصارى أقرب للذين آمنوا ذلك ان منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون.
* القمص فيلوثاوس فرج الذي يحرص على الكتابة معنا في (السوداني) تحت عنوان سودانويات لا يخفي انتماءه لحزب المؤتمر الوطني بل قال ذات مرة ان البعض يصنفه بأنه (قسيس جبهة) أي أنه ينتمي للجبهة الإسلامية القومية ولكنه لا يمل في كتاباته من تذكيرنا دائماً بالآثار الباقية للحضارة المسيحية في تاريخنا وفي بعض ممارساتنا وعاداتنا وطقوسنا الاجتماعية.
* حزب المؤتمر الوطني يضم في عضويته – أو هذا ما ينبغي ان يكون – مسيحيين وربما أصحاب عقائد أخرى وسط عضويته في الجنوب إلى جانب عضويته من أبناء الغرب وأبناء الشرق لذلك قلنا ان حزب المؤتمر الوطني ليس دينا.
* وهذا قوام الرشد السياسي المطلوب الذي يقوي الأحزاب والتنظيمات السياسية ويجعلها مؤسسات قومية تعبر عن كل مكونات الأمة السودانية المتفقة على رؤى وأفكار وبرامج وسياسات اقتصادية وتنموية.. الخ.
* وهذا هو سبيل الرشد السياسي الذي يشكل المخرج السلمي من الاختناقات القائمة والكامنة في الساحة السياسية والذي لا يكتمل إلا في ظل ديمقراطية تعددية وأحزاب قوية تستوعب داخلها الحركات المسلحة التي تطرح نفسها منافسة على السلطة والثروة أو تلحقها بالعملية السياسية السلمية.
* ان التعايش الاجتماعي السلمي المنشود لا يتحقق في ظل تنامي العصبيات الجهوية والاثنية وجماعات الاستعلاء الثقافي والاثني الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً.
* ورمضان كريم.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1017 – 2008-09-13