فدوى موسى

صباح الغلاء

[ALIGN=CENTER]صباح الغلاء [/ALIGN] أصبحنا بالله.. يا زول هوي.. أدفع بدون ما تنق فينا من الصباح.. مالك ومال المنشور.. قلنا ليكم الزيادة حاصلة..».. «شغالين على كيفكم شنو طوالي كده تزيدو التسعيرة.. أها الليلة غير الخمسمائة ما بدفع الحبة..» «ها قلت كدا.. أنزل هوينا يا زول..».. والركاب يطنطنون وترتفع أصواتهم ما بين محتج وقابل وقانع.. ولكن المركبة العامة تواصل سيرها لا تعبأ بما يمور داخل السادة الركاب من غبن قاطع، فالزيادة تزعجهم وتؤثر على تفاصيل حياتهم وبتأكيد الحال فإن موجة عارمة تعتمل في صدور المساكين، ولكن لا حول ولا قوة لهم في ما يدور.. فيما تجدي الانتفاضة في وجه الكمساري المسكين والسائق الضعيف؟.. إنه غول السوق.. غول الاقتصاد الذي طحن كل من يمكن طحنه من الغلابة ذوي الدخول الضعيفة الواهنة.. المهم أن المركبة تمر بذات المحطات المألوفة ويضطر الركاب للصعود والهبوط لممارسة الاعتيادية وبلع أي أمر.. «بلاش منه المنشور» وأصبح صباحنا صباح الغلاء.. إذن لابد من تقنية إنسانية لاحتمال تفلتات السوق والأسعار ما دام الحكومة رفعت الدعومات.

ü الغالي متروك:

في دراما لا تخلو من الضحك، بدأ محور اهتمام الموجودين في حديث لا يخلو من «التحريش» قال ليهم.. «انتو يا ناس ساكتين لحدي متين.. المصاريف مشكلة.. المواصلات مشكلة.. العيشة مشكلة.. أمرقوا على الشارع دا»، ليرد عليه عمك بكل حزم «البيمرق منو.. أكان لناس محمد كاتلهم السكري وكان لسعدية السرطان كمل فهمها، وكان للزين الفشل الكلوي خلاهو بره الشبكة.. وكان للصافي.. وكان.. اها يا زول الببقى مارق منو؟..».. «خلاص إن شاء الله السوق وناس السوق يطلعوا ليكم في رأسكم».. «يا زول نسوي شنو.. بس يدنا دي ما بننزلها من الدعاء.. وما عندنا إلا الخالق ينجدنا ويلحقنا ويحمينا ويحمي أولادنا وبناتنا».. ليرد أكثرهم عقلاً «الغالي متروك.. خلوا السكر.. خلوا العيش.. خلوا.. خلوا….! وشوفوا آخرتا شنو.. أقول ليكم قولة صوموا الدهر عديل كده!!».

ü آخر الكلام:

مسكين المواطن مرة تحت نار الخصخصة الاقتصادية، ومرة تحت نار ارتفاع الأسعار ورفع الدعومات.. «ومرة أضحك ومرة أبكي..»، فهل من طريقة لتخفيف الوقع ورفع الضيق.. اللهم يسر لنا من فضلك ما ييسر علينا أمورنا ولا يصعب علينا حالها.. ودمتم.

سياج – آخر لحظة – 9/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com