فدوى موسى

ثورة الياسمين

[ALIGN=CENTER]ثورة الياسمين [/ALIGN] شكراً شعب تونس الذي أعاد الأمل لضمير الشعوب المقهورة.. وفتح مشكاة لضوء الكرامة التي يستلبها الحكام وحاشيتهم.. شكراً لهذه الإرادة الجبارة في زمن الانكسار والموات في ظل استلاب الحقوق وممارسة الاستعلاء والاحتقار والامتهان.. فقد كان درس الشعب التونسي في ثورة الياسمين بليغاً لكل حاكم عربي وغير عربي، يرى أنه فوق سلطة الشعب، فوق إرادة الإنسان المحكوم.. إن كان الشعب التونسي قد احتمل لظاظات النظام المبني على قوة فرض البوليسية والأمن، فقد كسر مواطن مقهور ذل الملاحقة في حق طلب العيش الكريم، وكم كان موقف الرئيس المخلوع «بن علي» مهزوزاً وهو يردد «الآن أنا فهمت عليكم» عندما لم يعُد يجدي الفهم، فقد فجر الشعب طاقاته ولم يعد يأبه لآلة الارهاب.. حدثني من اعتاد زيارة تونس أنك تكاد تحس بأن الأنفاس مراقبة هناك من شدة وغلظة النظام.. بالله كم كان موقف الرئيس المخلوع هزيلاً وهو يستجدي الشعب تركه حتى الانتخابات المقبلة، وهو يوعد بعدم خوضها، فقد كان المشهد أقرب لالحاح الطفل لأخذ لعبة غيره.. المهم الآن بدأنا نحس أنه ما زال هناك أمل في شعوب العالم أن تصحح مسارات الحكام، الذين ينسون أنفسهم مع لذاذات السلطة، فيستحلون وذوويهم أموال الشعب.. بالله عليهم… هل راجع كل واحد منهم حاله وحال أهله قبل استلام الحكم، وحالهم بعد ذلك، بالتأكيد البون شاسع، وعنصر النزاهة والشفافية والصدق غائب.. الآن والشعب التونسي ينفث بعضاً من إحساس الغبن فيما يلي «استثمارات السيدة ليلى طرابلسي» وأهلها.. فهل كان لها أن تجد ما وجدت إلا كونها «السيدة الأولى».. فليراجع كل حاكم ليلاه وموقفها من حق الغلابة »والمسحوكين» قبل أن يحاكمهم التاريخ الذي لا يرحم، ولا يقبل المبررات الواهية.. ظلم الحكام تعرفه عندما ترى دلائل تميز أهلهم ومحسوبيهم عن الآخرين وهم لايبزون الآخرين في شيء.. ولو كان الحكام قدر متطلبات الأمانة لم يكرههم الكثير من أبناء شعبهم.. الآن يجب أن يقدر حكامنا العرب وغير العرب أن للمواطن البسيط شرارة يمكن أن تفجر مخازن البارود المعتملة في صدور الكثيرين تحت وطأة القهر، والفقر، والعوز، والجوع، وعدم إيجاد فرص العمل.. فهل تفجرت طاقات الحكام ثورة إيجابية لأجل هولاء.

آخر الكلام:

في ذمة التاريخ تبقى ممارسات الحكم موجبة أو سالبة.. ولك عزيزي القاريء أن تكتشف أن بعض الحكام قد يكونوا صغاراً جداً أمام ممارسة الحكم الذي قد يصبح نقمة بعد أن ظنوه نعمة.. ودمتم شعوباً لا تقهر والله فوق الجميع.

سياج – آخر لحظة – 19/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com