د. عبير صالح

صحتك بالدنيا

[ALIGN=CENTER]صحتك بالدنيا[/ALIGN] أصدقاء صحتك بالدنيا الأعزاء: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أسعد الله صباحكم الشتوي هذا بكل خير وصحة ونماء ورخاء، سوف نبدأ إن شاء الله عددنا اليوم ببريد القراء:

إشـراف:د. عبير صالح حسن صالح

– الأخت الفاضلة دكتورة عبير أنا زميلتك في المجال الطبي سستر/ راوية، أعمل بإحدى المستشفيات المعروفة بأمراض الصدر وخاصة «العزل».

– في البدء أشيد بالصفحة العامرة وبما تقدمينه من تثقيف صحي مفيد، مما شجعني أن أتقدم إليك بطلب الكتابة عن مرض الدرن الذي استشرى فتكه في الشعب السوداني وأصبح يصيب جميع الطبقات، وأود أن أذكر أنه حتى العاملين في الحقل الطبي ليسوا بأمان منه من أطباء وكوادر طبية أخرى.. والوسط الطبي خير شاهد على ما أقول، ودمتم..

– الأخت المحترمة/ سستر راوية شكراً جزيلاً على كل ما تطرقت له وأتمنى من الله أن أوفق في ذكر بعض الحقائق الصحية عن هذا المرض العضال، ومتعك الله بالصحة والعافية.

الدرن (السل)

– ينتشر الدرن في جميع أنحاء السودان ويصيب جميع الفئات العمرية من الجنسين، وهو خطر يترصد دائماً أرواح العاملين في جميع المهن، ولا يزال الدرن أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في مجتمعنا، وهو أمر مؤسف نظراً لسهولة التعرف على هذا المرض سريرياً وتوفر الأدوية الفعالة الكفيلة بالشفاء منه، فينبغي أن يتصدر أولويات وزارة الصحة.

– و إليكم سيناريو الدرن أو السل:

– الدرن مرض شديد العدوى تسببه عصية الدرن وهي بكتيريا تسمى «مايكو بكتيريم» وتحدث العدوى بالهواء من شخص لآخر عن طريق السعال والعطاس «الرذاذ» وهي الطريقة الأكثر شيوعاً، لذا نجد أن الدرن الرئوي يشكل أكثر من 80% من الحالات، وهناك أيضاً عدوى قد تحدث عن طريق شرب لبن الأبقار غير المبستر، حيث إنه يحتوي على العصيات التي تسبب السل بالجهاز الهضمي.

ü يمكن أن يصيب السل خارج الرئة مواضع مختلفة مثل العظام، الغدد الليمفاوية والجهاز التناسلي البولي والجهاز العصبي «التهاب السحايا» والأمعاء أو أي جزء آخر من أجزاء الجسم.

ü عزيزي القاريء

تجنب طرق انتقال العدوى:

1. عن طريق الاستنشاق «أثناء العطاس أو السعال» من المرضى وهي الطريقة الشائعة.

2. عن طريق الأكل والشرب «اللبن النيء الملوث بالعصيات».

3. أمر نادر الحدوث: وهو عن طريق الجلد من الوشم أو ثقب الأذن أو للجنين من الأم المصابة عن طريق المشيمة.

ü متى تشك في إصابة شخص بالدرن؟

1. إذا لازمت الكحة الشخص أكثر من أسبوعين وفي السابق كانت أربعة أسابيع وكانت مصحوبة ببلغم.

2. التفاف المصحوب بالدم.

3. فقدان الوزن بشكل ملحوظ.

4. آلام في الصدر والتعب الشديد.

5. الحمى والتعرق الليلي.

6. فقدان الشهية.

ü بعد التعرف على الأعراض يطلب الطبيب من المشتبه في إصابتهم بالدرن إجراء الفحوصات التالية:

1. فحص التفاف: يتم فيه فحص البلغم لكل شخص يشتبه في إصابته بثلاث طرق:

1. مجهرياً للتعرف على عصيات الدرن بفحص ثلاث عينات وتؤخذ العينات بطريقة يصفها المختص بالمرفق الصحي، ولكن عالمياً أصبحت عينتان.

2. التزريع: وهذا معقد ويحتاج لأسابيع لكي تظهر النتيجة.

3. تصوير الرئتين بصورة أشعة بسيطة، وهذا لا يمكن الاعتماد عليه وحده.

4. اختبار المانتو: وهذا الفحص مفيد جداً في حالة الاشتباه لدى الأطفال أقل من 5 سنوات نظراً لتعذر الحصول على بلغم منهم، والبلغم عادة يكون سالباً، وأيضاً أعراض المرض لديهم ليست نمطية.

– وهؤلاء الأطفال أقل من 5 سنوات الذين لم يتم تلقيحهم بـB.C.G حيث يتم حقن مادة مستخلصة من بكتيريا السل تحت الجلد، ولكنه لا يعطي نتيجة مؤكدة 100%.

– يتم التشخيص في الأطفال عادة من الأعراض ومخالطة المرضى والأشعة البسيطة للصدر والمانتو.

4. حديثاً تم استخدام تقنية يتم فيها استخدام جزء من المادة الوارثية للبكتيريا ويسمى PCR.

5. الفحص النسيجي الباثولوجي: وهذا يستخدم في تشخيص الدرن خارج الرئة، وهو فحص دقيق ويحتاج لخبرة عالية وعادة لا يطلب كفحص روتيني.

ü بعد ذلك ينتقل السيناريو لتصنيف المرض إلى:

1. الدرن الرئوي الإيجابي اللطاخة.

2. الدرن الرئوي السلبي اللطاخة.

3. الدرن خارج الرئة.

ü بعد التشخيص المؤكد للدرن يبدأ العلاج وينقسم إلى مرحلتين:

1. مرحلة مكثفة للعلاج تستمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر على حسب الحالة تحت الإشراف المباشر.

2. مرحلة استمرارية: ويستخدم فيها نوعان من العلاج أو أكثر على حسب الحالة.

ü يمكن القضاء على المرض نهائياً إذا استمر المريض في تناول العلاج يومياً من غير انقطاع لمدة 6 شهور على الأقل.

ü هناك طريقة مثلى من خلالها يمكن السيطرة على المرض وذلك بـ:

(برنامج العلاج القصير الأمد تحت الإشراف المباشر) DOTs

– هو عبارة عن تناول المريض علاجه بطريقة منتظمة ويومياً تحت إشراف الكادر الصحي، سواء كان زائرة صحية أو ممرضاً، بحيث يتم تقديم الخدمات في أقرب مكان ممكن من سكن المريض حيث يتم:

1. مراقبة المريض أثناء تناول الأدوية.

2. وضع العلامات اللازمة في بطاقات الدرن ورفع التقارير عن المرضى.

3. تقديم التثقيف الصحي للمرضى وأسرهم والمجتمع المحيط بهم، حيث يضمن بذلك تناول الأدوية المناسبة بالجرعات المناسبة وطيلة الفترة المحددة.

ü حسناً لماذا يجب أن يأخذ المريض علاج الدرن لمدة طويلة؟

– يجب على المريض إتمام العلاج حتى ولو شعر بتحسن وزوال الأعراض بعد فترة من استخدام العلاج، لأن البكتيريا الدرنية قوية ولا تزال حية وموجودة داخل الجسم، فبعد انقطاع العلاج تستعيد البكتيريا نشاطها كاملاً وتسيطر على الجسم من جديد.

ü ما هي الحالات التي يمكن أن يكون عليها مريض الدرن؟

– حالة جديدة- حالة فشل العلاج- حالة ناكسة- حالة معالجة بعد الانقطاع- حالة مزمنة.

ü يختلف العلاج ومدته على حسب الحالة بعد التقييم النهائي من اختصاصي الصدر.

ü ما هو الدرن المقاوم للعلاج متعدد الأدوية (MDR-TB)

– في بعض الأحيان تتطور عصية السل نفسها وتغير من خواصها بحيث تقاوم العلاج وخاصة أقوى دوائين وهما الايذونيازيد والريفامبسين، فلا يؤثر فيها هذين العلاجين أو يكون التأثير ضعيفاً، ففي هذه الحالة يحتاج المريض لعناية خاصة من اختصاصي الصدر وتعتبر حالة خطرة وعلاجها يكون بأنواع معينة من الأدوية.

ü ومن أهم أسباب تولد هذه المقاومة هي عدم التزام المريض باستعمال الأدوية كما وصفت له وبالجرعات المحددة، أو أن المريض تلقى علاجاً غير مناسب لإصابة سابقة بالدرن أو تم انتقال العدوى له من شخص مصاب بدرن مقاوم للعلاج.

ما هو الواجب في مكافحة الدرن

– مكافة الدرن في بلدنا الحبيب واجب على كل فرد وتتم المكافحة أولاً بـ:

1. اكتشاف الحالات والتشخيص المبكر للحالة والانتظام في العلاج الطويل الأمد غالباً من غير انقطاع، ويجب الكشف عن الفئات التالية:

– مخالطو مرضى الدرن الرئوي.

– العاملون في الحقل الصحي وخاصة موظفي المختبرات الذين يقومون بفحص التفاف «البلغم».

– المجتمعات المغلقة مثل الداخليات والسجون.

– المرضى الذين مناعتهم ضعيفة مثل مرضى السكري والفشل الكلوي والإيدز.

– المرضى الذين يتناولون بعض الأدوية مثل الاستيرويد ومضادات السرطان.

2. التثقيف الصحي.

3. التهوية الجيدة وتقليل الازدحام في السكن والأماكن العامة.

4. تخصيص أماكن مستقلة للمرضى داخل المستشفيات على الأقل في الفترة الأولى من العلاج.

5. التغذية الجيدة.

6. بسترة اللبن.

7. النظافة الشخصية.

8. يجب على المرضى المصابين أن يحتاطوا في عدم انتشار العدوى بغسل الأيدي.

9. التلقيح بـ(BCG) وتغطية الفم والأنف عند العطس والسعال.

10. الإقلاع عن التدخين وخاصة الشيشة.

صلاتك.. صلاتك لكبار السن الجميع يعلم أهمية ممارسة التمارين الرياضية لكبار السن لكي يحتفظوا بحالتهم العقلية والنفسية والبدنية نشطة.

– لعلنا لاحظنا أن التمارين البدنية التي توصف لكبار السن تركز أولاً على المشي- وهذا المشي يمارسه المسلم من كبار السن خمس مرات في اليوم- وذلك يحدث عندما يواظب على أداء الصلوات الخمس في المسجد.

– وأيضاً رياضة تمارين اليدين لكبار السن، وهذه تمارس أيضاً في رفع اليدين في الصلاة، وتمارين الجذع تمارس في الركوع والسجود وتمارين الرجلين تمارس في النزول والقيام وتمارين الرقبة يمارسها في السلام… الخ.

وإذا كان أطباء القلب يوصون بالرياضة لكبار السن مرة في اليوم،

فنجد أنه هنا يمارسها خمس مرات عن طريق صلاته، كما أنه بأداء صلاته يحافظ على صحة قلبه وأوعيته الدموية خاصة المغذية للدماغ، فيحافظ على وظيفته بأكمل وجه.

– كما أن القراءة والاسترجاع الدائم لآيات القرآن والأدعية المأثورة والأذكار بشكل مستمر، تمنع المسن من الوقوع في شرك النسيان والخرف.

– لقد وجد أن الخرف الذي يصيب بعض المسنين وما يصاحبه من اضطرابات في الإرادة والذاكرة والسلوك وتردٍ في الوجدان والعواطف يقل كثيراً عند المصلين، لأن التغذية المثالية للدماغ بالدم تحدث بتكرار السجود وهذا المرض نجده بكثرة عند دول الغرب. وأتمنى من الله أن يحفظ المسنين ويمتعهم بحياة طيبة خالية من الأمراض.. وأن يجعلهم من الموعودين بالجنة.. آمين يا رب العالمين.

(أنـــــســـــى!) – الحمد الله الذي رزقنا نعمة النسيان فلولاها لما أحسسنا بحلاوة العيش، ولكانت حياتنا نكدة، إن بشاعة تفكيرنا تقودنا دوماً للوراء دائماً نحو الذكريات الأليمة!

– النسيان هبة الله لنا والله لا يهب شيئاً للإنسان هباءً، والنسيان غير المرضي، هو صفة أودعها الله في النفس البشرية، فهي نعمة عظيمة لا تستطيع الاستغناء عنها ومن لم يحصل عليها قد يصاب بأمراض نفسية عديدة قد تصل به إلى حد الجنون!

– فهناك بعض الأمور المؤلمة التي تلم بالإنسان ولا يستطيع أن يفعل حيالها شيئاً إلا أن ينساها أو يتناساها، فأنت إن لم تنسَ ستجد حياتك كلها متوقفة عند نقطة معينة لا تتحرك عنها، طبيعة الإنسان تختلف من شخص لآخر، قد يكون من الصعب أن تحدث لك أحداث مؤلمة وتظل تتذكرها كما لو أنها حدثت منذ قليل وتظل عالقة في ذهنك طوال الوقت لا تستطيع أن تفعل حيالها شيئاً، فتنتابك الهواجس والشعور بالضيق وهذا طبعاً يؤثر سلباً على حياتك.

– عزيزي القاريء: فلنرحم أنفسنا قليلاً ونحمي عقولنا من أن يضيعها التفكير فيما مضى، فقط استنشق لحظات حياتك التي تعيشها ولا تلتفت للماضي، فجميل أن تنسى أحقادك وأحزانك وهمومك لتتذكر شيئاً واحداً فقط ألا وهو أن كل مصيبة عدا الدين تهون.

– أن تنسى جميلك وفضلك على الناس وتذكر فقط تقصيرك في حق من حولك، وتذكر أنك عبد فقير لا حول ولا قوة له.. وتذكر كرم الله ونعمه عليك وإن شاء الله سوف تجني الفوائد الآتية:

التخفيف من همومك وذكرياتك المحزنة، راحة ذهنية والتخلص من الضغوط الفكرية، انبثاق أفكار نيرة وجديدة وإن شاء الله التقدم للأمام من غير توتر وضيق وقلق وأحزان.

– وأخيراً أنسَ الأحداث المؤلمة التي لا طائل من إعادتها والتفكير فيها من جديد.. والتفت لحياتك بروح التفاؤل من جديد والحمد لله على نعمة.. النسيان.

[ALIGN=CENTER]إستراحة .. [/ALIGN] عزيزي القاريء لك أن تعلم أن:

1. الدرن قابل للشفاء ومسؤولية المكافحة واجب ومسؤولية المجتمع ككل.

2. المعالجة الجيدة هي وقاية مثلى.

3. يجب على جميع المرضى إتمام علاجهم بالكامل.

4. إن العلاج الناقص يساعد على انتشار المرض.

5. يجب مواصلة العلاج حتى بعد تحسن الحالة وزوال الأعراض.

6. إن وضع منديل على الفم يمنع انتشار كثير من الأمراض التي تصيب الرئة بما فيها الدرن.

7. عدم توقف العلاج عند ظهور الأعراض الجانبية إلا باستشارة الطبيب المعالج.

(ومتعكم الله بالصحة والعافية)

صحتك بالدنيا – صحيفة آخر لحظة – 20/1/2011
lalasalih@ymail.com