[ALIGN=CENTER]دولتي الوليدة [/ALIGN]
في ذلك اليوم استيقظت باكراً وأنا أدافع أعراض الالتهاب ونزلة البرد وحرصاً مني على سلامة بقية أهل الديار قررت أن أنشئ دولتي الوليدة بالمنزل للحيلولة دون انتقال مسببات الالتهاب لرعايا الدولة القديمة.. فصار البيت الصغير أكثر صغراً وضيقاً.. هنا حدودي وهناك حدودكم ومسموح بالتداخل على تخوم المنافع التي لا مناص من مشاركتها.. وضربت حول دولتي عوامل التنفير والإبعاد.. فتصاعد دخان أبخرة القرض وقشر البرتقال الجاف وروائح الفيتامينات وزيوت المسوح تعزز العزلة وتدعم عدم التداخل بين الدولتين خاصة وأن رعايا الدولة القديمة يهابون المرض ويفرون منه كما يفر المرء الصحيح من المجزوم.. أوصدت أبواب التعاون المشترك لحين الاستشفاء التام ولكن يبدو أن آليات الالتهاب ونزلة البرد تراوح محلها فكثير ما تظل الدولة القديمة عاجزة عن إعداد غذائها ووجباتها لتعدها الدولة الوليدة وتضعها عند الحدود وتمارس الانسحاب الى حدود عام وتاريخ الإصابة.. والغريب أن الدولة القديمة في حالات الأمن الغذائي لا تجد حرجاً في أن تعتمد على غذاء الدولة الوليدة وهنا تمتلك الأخرى مفاصل الحل والربط باعتبار أن الدولة القديمة لا تمتلك قرارها «من لا يملك قوته لا يملك قراره» وقليلاً قليلاً تنداح الحدود أمام الدولة الوليدة تشمل التحرك في معظم أراضي الدولة القديمة دون أن يستطيع رعايا القديمة «قولة بقم».. ذلك أن رعايا الدولة الجديدة بدأوا على علتهم فرض بعض الضوابط والقيود على مدخلات ومخرجات الأمن الغذائي.. فالأطعمة الحارة والشوربة الساخنة والموائد الدافئة هي المقاييس التي تعتمدها «الوليدة» في توفير المادة الغذائية والسند للطاقة الظاهرة والكامنة.. الى أن تم التعافي التام ولكن يبدو أن نظرية الدولة الوليدة هي انسب سياسة للتعايش السلمي بين الدولتين.. لأن الدولتين اكتشفتا أن الموارد سوف تتوسع والميزانيات سوف تزيد كذلك بالنسبة للدولة القديمة لأن جهات كثيرة أبدت استعدادها للدعم اللوجستي والدعم الدائم.. فاضطرت الدولة الوليدة لعقد سلسلة من الندوات ومفكرات التفاهم ما بينها لإقرار وإبقاء الوضع على ما هو عليه إلى أن يفتي النظام الدولي في الوضع الالتهابي القائم.
آخر الكلام:
هكذا تبدأ الانقسامات.. فعدم الاحتمال في حالات الضعف والقوى تفتح الأبواب للدول الوليدة أن تجد لها الحدود. ها هي أزمة الالتهاب تعدي ولكن لا ندري ماذا سيكون المصير إن ألمت بالرعايا أمراض أخرى أكثر فتكاً لا بد أن كل دولة سوف تتشظى الى دويلات وليدة.. عفاكم الله «ودمتم»..
سياج – آخر لحظة – 25/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com