[ALIGN=CENTER]في مهب الريح [/ALIGN]
قليلاً وتبدأ بعض الأحاسيس المجهولة التصنيف في أخذ موضعها من مساحات اعتمال الصدور الى أن تصل مرحلة الانفجار الذي يبدو أحياناً أنه غير مبرر لأن آخر لحظة منه جاءت على أوهن أسباب تبدو بسيطة أو غير عميقة.. تلحظهم في جيئتهم وذهابهم مقطعي الجبين.. عابثي الملامح تغشاهم لفحة من الشقاء العام وإن فرت منهم ابتسامة تجد أنها جاءت إثر عملية ولادة متعسرة أجهدت عضلات الوجه وقاومت أربطة الفكين.. لماذا هذا العناء؟ اليست الحياة أبسط مما تبدو عليها تصاريف الأيام؟ واليست أنها أخف من جناح باعوضة عند خالقها إذن لما كل هذا التعنت في التداول معها؟.. ما علينا.. نحن نعيشها بموجب معطاياتنا وبراهين نظرياتنا التي دائماً ما تصل إلى أنه «عكس المطلوب إثباته» لأن طموحاتنا دائماً ما تقف مشلولة عند واقع جارف سادر لا يأبه بكائن من كان يقف أمامه.. يوماً تقفز بنا الأسباب المؤقتة فوق الحواجز والمتاريس وفي تالية تعود بنا إلى حالات الضعف والاستسلام العميق.. ثبات نمارسه بلا إرادة وفجة موت تبعثنا بلا حراك مجدي وتظل «قشة» على أسطح المياه تعبث بنا وتلهو في ركودها وتوتراتها السالبة في مهب الريح.. ما أوهننا من أناس وما أضعفنا من بشر نريد الكمال ولا نبلغ أدناه.. نعشق الجمال ولا نرى إلا القبح.. نبتغي الغنى فما نزيد إلا فقراً.. نبحث عن الفرح ولا نجد إلا الحزن.. وإن ظفرنا بشئ مما نبتغي كانت سلطتنا فيه مؤقتة دون دساتير الاستمرارية ونأخذ ذلك على محمل القدر خيره وشره ولا نملك إلا الإقرار الذي لا يكون دائماً في موضع الذكاء الإنساني.. وتذهب الرغبات الى مكامن دفينة ونحتبسها الأسباب على «شماعة» الظروف اللعينة التي لا ترقى الى مصاف احتمال كل هذه الرزايا وكم هي مسكينة هذه الظروف التي نخلع عندها ملابس الفشل لتكن ذرائع نتشبث بها ونحلم بأننا الأقرب للنجاح إلا أن هذه الطروف اللعينة هي السبب في فشلنا الذريع.
*آخر الكلام:
إن هبت الرياح كان لزاماً علينا أن نغتنمها لا أن نصبح «قش أو ريش» في مهبها القاسي.. علينا أن نبعث في دواخلنا الإرادة التي تحرك الجلاميد والصخور..
سياج – آخر لحظة – 26/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com