نور الدين مدني

شيطان السياسة

[ALIGN=CENTER]شيطان السياسة [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]استُعملت جملة (الشيطان يكمن في التفاصيل) عقب التوقيع على اتفاقية نيفاشا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في اشارة إلى المشاكل والتعقيدات التي يمكن ان تنجم عند تطبيق الاتفاقية.
* الذي حدث بعد ذلك لم ينف هذه المقولة، لكن اثبت أيضاً ان الشيطان موجود وسط الشريكين الرئيسين في الحكومة متجسداً في أشخاص ليس لهم هدف إلا تأجيج النيران وافتعال المعارك التي لا تضر فقط بمستقبل الشراكة الحكومية وانما تهدد مستقبل العملية السلمية في مقتل.
* نقول هذا بمناسبة التصريحات التجريمية التي يطرحها بعض قادة المؤتمر الوطني في حق بعض قادة الحركة الشعبية، في ظاهرة متكررة ومتعمدة لا تخلو من أحكام سياسية ظالمة مصحوبة بمطالب بالتحقيق معهم ، كما حدث من قبل في حق الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم وما يجري حالياً في حق وزير الخارجية دينق ألور.
* ان مطالبة مساعد رئيس الجمهورية د.نافع علي نافع بالتحقيق مع وزير الخارجية دينق ألور حول التصريحات التي أطلقها بشأن المحكمة الجنائية الدولية تشكل جانباً من هذه الاشكالية السياسية التي تستوجب المعالجة الجذرية بدلاً من استمرار التراشق بالاتهامات بين شريكي الحكم خاصة وان هذا التراشق لا يخدم للمؤتمر الوطني ولا للحركة الشعبية قضية بل يعقد الأمر أكثر.
* اننا لا ندافع هنا عن تصريحات وزير الخارجية الذي يفرق دائماً بين رأيه كوزير للخارجية ورأي الحركة الشعبية في القضية المطروحة ولا ينبغي ان يحاسب على طرحه لموقف الحركة الشعبية بصفته وزيراً للخارجية، والذين تابعوا الحوار الذي أجرته الزميلة (الصحافة) معه في الأسبوع الماضي يلاحظون كيف انه كان يفرق بين موقفه كوزير للخارجية وموقف الحركة الذي من حقه ان يعبر عنه ولا ينبغي ان يحاسب عليه بصفته وزيراً للخارجية.
* ان مشكلة حزب المؤتمر الوطني انه يريد من كل الشركاء الذين ركبوا معه في قطار الحكم ان يأخذوا بخياراته ومواقفه، وان يتخلوا تماماً عن مواقفهم وخياراتهم وانتماءاتهم السياسية وهذا أمر مستحيل عملياً، وهذا هو سر الخلاف المستمر بينه وبين الشريك الرئيس الحركة الشعبية التي جاءت إلى الحكم بموجب اتفاقية مشهودة اقليمياً ودولياً تتضمن استحقاقات سياسية وقانونية وتنموية وعدلية لا يمكن تنفيسها بهذه التراشقات التي لا تخدم للوطن ولا للمواطنين قضية.
* نقول هذا ونحن أحرص على تنفيذ اتفاقية نيفاشا واستكمالها جغرافياً وسياسياً ودفع العملية السلمية لتعم كل ربوع البلاد خاصة دارفور ولتأمين وحدة الوطن أرضاً وشعباً ودفع استحقاقات التحول الديمقراطي وكفالة الحريات وبسط العدل والتنمية المتوازنة في كل ربوع البلاد.
* ورمضان كريم.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1018 – 2008-09-14