[ALIGN=CENTER]مع الونسة والدردشة [/ALIGN]
مازالت صديقتي تقضي الساعات الطوال وهي تدافع قصر وطول النظر أمام شاشة الكمبيوتر في احتفائيتها بالحياة والأجناس والأعراق المتعددة من مختلف بقاع الأرض ما بين «هاي وباي» لتجيء إليَّ ثاني يوم بقصص وتفاصيل كثيرة عن هؤلاء (المدردشون) ودائماً ما تجدني أكتفي فقط بالبريد الالكتروني دون الدخول إلى تلك العوالم الاليكترونية رغم أن العصر عصر النت والتواصل ولكني أبدو أكثر بدائية في الاندماج الخالص مع تلك العوالم… مرات معدودة تلك التي حاولت فيها الدخول للمنتديات رغم أنني ألتقي الكثير من «الانفتيشن» إلا أنني آثرت أن أكون محدودة التعامل لهول ما تسمعني له صديقتي التي يبدو أنها أصبحت «اختصاصية كبيرة في الونسة والدردشة» ولكثرة ما تدهشني به من أسماء مستعارة تستخدمها بين الفينة والأخرى وما تحصل عليه من ميزات ودردشة بموجب تعدد هذه الأسماء… فمن يعشقها على أنها «زبيدة» ومن يريد أن يكون شريكها الأبدي على أنها «نهى» ومن يرى فيها توأم روحه على أنها «إلهام» ومن يرى فيها نموذج المرأة المتحررة التي سوف ترتاد الثريا على أنها «ليلى» ومن ومن.. ولكم أن تتخيلوا الطيف النسوي الذي تعيش فيه هذه الصديقة فهي طبيبة ومحامية ومعلمة وموظفة وعاملة في بلد المهجر وهي لاجئة وهي مظلومة من مجتمعها وهي ضحية «الأوضاع السياسة المتردية» و… و… وعندما تحادثني بأي شخصية من شخوصها (النتية) أكاد أجزم بتصديقها حتى أنني أكاد أن أدمع لانغماسها في الشخصية.. وأفيق على حقيقة كبيرة هي أن هذا «النت» تتعدد حسناته وفوائده التي تكون معيناً في الحياة وهنا أتذكر مقولة الأستاذ المدرسة عليه رحمة الله «حسن ساتي» عندما يصف المتصفح قوقل بقوله «صديقي قوقل» حتى إن البعض صار يعتقد في «شيخ قوقل» لمده بالمعلومات الوافية… رجاءاً صديقتي اعتذري لكل من ارتبط بشخوصك الكثيرة فقد يكون بعض هؤلاء «جاداً» غير عابثاً…في سبهللية تعاملك مع النت
آخر الكلام:
كثير من العابثين يحاولون أن يجعلوا فوائد «النت» مجرد «ونسات على دردشات» يأخذها الهواء إلى الهواء ولكن تبقى القيمة الكبيرة لهذه الشبكة العنكبوتية في تبادل المعلومات المهمة التي من شأنها إعلاء القيم الإنسانية.
ودمتم
سياج – آخر لحظة – 28/1/2011
fadwamusa8@hotmail.com