فدوى موسى

ابقوا مارقين


[ALIGN=CENTER]ابقوا مارقين [/ALIGN] اليوم لا أحد يستطيع أن يهزم في الفرد منّا في هذه القارة ملمس كرامة أو مكمن إنسان وذلك أننا كأفراد صرنا ندرك أن بداخلنا مارد جبار فقد تجاوزت بنا الأحداث الخوف من الشبكات الأمنية وأذرعها والأحداث الأخيرة دلالات تعزز في الشخص العربي والأفريقي الذي ظل مقهور الدواخل وهو يخاف من بطش تعذيب الممسكين بهذه الآليات الناكرين لحق الحساب والمُقللين من قدرة العدالة على زلزلتهم وزعزعتهم تعزز القوة والإرادة ففي التجارب على مستوى أمتا العربية وقارتنا الأفريقية أن الحاكم بعض أو أغلبية عندما يتسلم مقاليد الحكم لا يأبه إلا باستمرار بقائه على ذلك «الكرسي الوثير» ليمت من يمت ويتعذّب من يتعذّب. فالكثيرون من الحكام لا تكترث آلتهم القابضة إلى من يقع تحت طائلتها من عذاب وقهر وذل ناسين ومتناسين أن هناك إلهاً لهم بالمرصاد.. يرصد هذه العذابات ويمهلهم لعلهم يفيقون من غفوة لذاذات الحكم المضللة.. فالحاكم ليس بالضرورة أن يكون ذلك الممسك بالملف الكبير وهو سلسلة متداخلة من حكام.. تبدأ من مفاصل حياة المواطن البسيط في الأحياء والعشوائيات وتمتد إلى موقع العمل ومواطن البحث عن الرزق.. هذه الدوائر المتداخلة يمارس فيها البعض قدرته على الظلم بأشكال مختلفة أبسطها سلب البعض حقوق العدالة والحقوق.. ففي دوائر العمل تنتشر محسوبيات ومزاجيات تحسب في خانة الظلم لمن لا يعلمون.. فالمسؤول «المحابي» لأصدقائه ومحسوبيهم يدخل في بند الحاكم الظالم وهكذا يتعلّم البعض الظلم من مداخل الحياة العامة إلى أن يصل إلى سدتها وعندها لا يجد حرجاً في التمادي في ذلك بعد امتلاك السلطة والسطوة فالأمر عنده مجرد ممارسة عادية توسعت بحكم المنصب المتوسع النافذ.. وهكذا يكون التداول الظالم للحكم من تزييف واستيلاء على حقوق الآخرين وطيهم تحت بساط النكران والقدرة على القهر.. لذا تمارس أدبيات الحكم الظالم من تزييف وسرقة مواقف وتحويلها إلى مصلحة «القائم مقام الحاكم» وهكذا تضيع الكثير من حقوق المحكومين.

آخر الكلام

آخر خط للدفاع عن كرامة الإنسان بات مطروقاً في خروج الشعوب على آليات الحكم بعد أن تمّ اليأس الكامل من آليات ودوائر التغيير من الداخل لذا لزم على الإنسان المقهور الخروج بنفسه وشخصه للشارع.. «اها ابقوا مارقين لو سمحت ظروفكم…»

سياج – آخر لحظة – 1/2/2011
fadwamusa8@hotmail.com