[ALIGN=CENTER]من عمرنا [/ALIGN]
كلما مضى يوم سحبنا من رصيدنا لهذه الحياة وبتنا الأقرب يوماً لنهاية العمر، تنبهت فجأة أن اليوم السابع من فبراير هو يوم ميلادي مع التحفظ عن ذكر عام الميلاد، فدعوت نفسي لجرد حساب لعلي أجد بعض ما يطمئنها بأني قدمت شيئاً لبلدي ولذاتي.. وبلا قصد أو عمد وجدتني أقول هذا ما سمحت به ظروفي وما كنت لأنجز فوق ما استطيع، فلا تلومي نفسك ولا تكلفيها فوق طاقتها، ولكني منيتها ببذل المزيد من الجهد والعرق.. فالحياة رغم أنها لا تساوي جناح باعوضة عند خالقها، إلا أنها درجة للعبور تستحق السعي الجاد وددت لو عادت بعض الأيام للوراء لصححت بعض المفاهيم الداخلية التي كانت تقودني في بعض تصاريفي للأيام، ولحذفت بعض الفصول التي كانت أقرب للدراما منها للواقع، ولأضفت بعض المحذوفات التي تخليت عنها تحت حكم أنها تعزز للقائمين على حساب محرابي الخاص. ولا أخفيكم قولاً إن ندماً أصابني في تداولي لبعض الأمور فيما مضى، ولكنه تساقط بتقدم العمر والأيام، فلا شيء يدوم على هذه البسيطة.. وقد غمرتني رغبة دفينة في إعادة شريط حياتي في هذا اليوم ووجدت أنني اختزن في ذاكرتي مخزوناً هائلاً من التفاصيل الصغيرة، وأعداداً من الشخوص على مسرح محرابي.. أعلم عزيزي القاريء أن هذا اليوم لا يعني بالنسبة لك شيئاً، ولكني سردته كمحطة وجود، فلكل منا يوم ولد فيه وآخر سيذهب فيه.. فما بينهما يستحق أقلاه لحظات تجلي وتأمل.. تأمل معي عزيزي القاريء كتاب حياتك، هل أنت راضٍ عن سجلاته.. وهل أنت في الخط الصحيح سائر؟ (عرفت الآن لِمَ جاء بخاطري هذا اليوم ومن ثم أشركتكم فيه والدنيا زخم بالسياسة والغلاء والشارع الذي صار حياً.. ففي هذا الشارع أفراد أعادوا جرد حسابهم مع ذواتهم وانتفضوا على واقع لم يرتضوه، ففكرة عيد الميلاد لم تكن مطروقة في حياتي بشكل راتب، ولكني أقررت الاحتفاء به بهذه الشكلية الزاهدة (فلا كيك ولا تورتة)، فقط إدارة الشريط والاستماع برهف عالٍ لعل السمع يجد موضعاً يحلحل عقدته ويخرج بالمفيد ويدعم القادم بقوة، فالحياة متسع للحلول والبدائل.
آخر الكلام: في هذا اليوم أشكر كل من أسهم في حياتي ووضع مني لبنات أرتكز عليها اليوم.. أحيي أهلي كلهم أصحاب الفضل و.. و… وكل من له على دين.. (فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله).. وعاماً مفعماً بالأمل والإصلاح ودمتم.
سياج – آخر لحظة – 7/2/2011
fadwamusa8@hotmail.com