البشير وييي:
ما دعاني للخوف على ذلك الصائح «البشير وييي» هو أنه ما زالت بعض النفوس الجنوبية محتقنة تجاه الشمال.. بعد كل ما حاول الشمال فعله من التزام بتنفيذ للبنود وللمستحقات، وبعد التخدير الطويل الذي تعرض له الشمال ليفيق على تصويت الجنوبيين للانفصال بقضهم وقضيضهم، وتروح جهود الوحدة أدراج الرياح.. ففي ثنايا أنفسنا أنه ما زالت بعض الصدور الجنوبية تعتمل «بسوق وحلة» كما تقول حبوبتي عندما تظن أن الآخر في رأسه الكثير فتعتقد أنه يحمل «سوقاً وحلة»، أو كما يقول الآخرون «البارجقل الفي بطنو شغل».. فما يضير إخوتنا الجنوبيين، وهم يتجهون بعيداً عنا، إن حاولوا ممارسة الحياد بينهم وبين إخوة لهم انشطروا عنهم طوعاً وسلماً.. خاصة وأن هناك بعض القضايا ما زالت عالقة وتحتاج لتداولها بهدوء وذهنية صافية لا تختزن مرارات الماضي التي إن لم يتم تجاوزها أقعدت بالدولتين قديمها وجديدها عن التحرك للمحطات التالية.
الآن والجنوب يمارس «انفصاله.. استقلاله..» سمه ما شئت بموجب الزاوية التي تنظر بها لجملة الأوضاع في السودان.
الآن ما عاد في إمكاننا كوجدان شعبي أن نتغنى للجنوب.. بتلك الأغاني الرائعة «في مريدي السمحة لمحة» و «يا مسافر جوبا» و «يا جونقلي» وكما قال الأستاذ «حسين خوجلي» ربما اكتفينا من رائعة ود الرضي من الأسكلا وحلا حتى مقطع «لا حول ولا قوة».. ومن ثم علينا تحجيم مشاعرنا تجاه هذا الإرث الوجداني إلى أن يفتح الله على حال البلدين.. إلى أن يأتي اليوم الذي ترتد فيه العافية لأوصال الأرض الأصل والذاهبة.. لعل وعسى.
آخر الكلام:
.. «الشمال وييي».. «الجنوب وييي» فليقلها الشعب الجنوبي والشعب الشمالي إلى أن يأتى اليوم الذي يقول فيها الشعبان رأيهم الحقيقي.. فالعصر عصر الشعوب.. أها «انتو ذاتكم وييي» ودمتم.
سياج – آخر لحظة – 9/2/2011
fadwamusa8@hotmail.com