فدوى موسى

الشارع وزوايا أخرى

[ALIGN=CENTER]الشارع وزوايا أخرى [/ALIGN] هذه الأيام تعلو ثقافة الشارع الذي بات ملجأً لغضب الشعوب.. ورمزاً لموضع التجمع من قواسم مشتركة تحت غطاء التهميش وجرح الكرامة.. ويبقى الشارع ذلك الشارع الذي أرسل القاريء «أشرف محمد» عبارات تختزله في بعض المظاهر السالبة قائلاً في بريده «يوم بعد يوم يزداد مظهر الشارع العام سوءاً من حيث الاحتشام بالرغم من أن بعض الصحفيين كتب ما كتب – فلنقل ما في الشارع.. لا يخفى على العيان بعد العصر والمغرب منظر شباب قادمين نحو المواقف «اتنين اتنين» متماسكي الأيدي والمنظر يتكرر يومياً.. وبرضو نقول دا «الشارع».. ويختم «أشرف» عباراته بطلب عمل مسح ميداني لتأكيد ذلك خاصة وأن الشباب يتباهون بها فيما بينهم»….

عزيزي القاريء يظل الشارع محلاً للجدل للمجتمع ولنصاع القرار وللحياة السياسية والاجتماعية بما فيه من مدى واسع للأحداث والتفاعل ويبقى الشارع مكاناً يلتقي فيه الموجب والسالب فالشارع ذاته الذي يرمقه البعض من زواياه السالبة تظل هناك زوايا يبحث عنها الأخرون… للسلوك العام والمظهر العام للشارع بالتأكيد أدلة دامغة على ما يجري في المجتمع من تغيير وتحول.. فالمظاهر السالبة التي نظر اليها الراسل تؤكد إن آثار الغزو الثقافي والاستلاب قد بلغ شأواً بعيداً فنظرية عدم الحياء التي انتشرت بين البعض «ومائة خط تحت البعض» الشباب والشابات في مرور ثنائياتهم المتشابكة الأيدي في المحطات والميادين يقتبسونها من الفضاء الذي صار قائداً بدوامته وأفلامه وباتت كل ثقافة مفتوحة «على الآخر» للجميع… فما يشاهده الشباب في الفضائيات من مظاهر غير مقبولة لمجتمعنا يتعودون على مشاهدته وبتالي يصبح الأمر مألوفاً ومن ثم يكون هذا المألوف قابلاً للتقليد.. كيف لا والأغلبية تشاهد المشاهد المدبلجة وتعجب بجمال المكان والزمان والشخوص وبالتالي تصبح هذه العناصر محل محاولة للاتيان بمثلها أفعالاً وتصرفات.. فلا ينفع عندها الأسلوب الخشن من ملاحقة وحرص جامعي أو أنظمة تتبع… ما دام الثقافة تلك وجدت من يستحسن النظر والتعود عليها يصعب عليه فك اشتباكها من ذاكرة الشباب وهو في قمة العنفوان…

عموماً تصادم الثقافة ما بين التأصيل والغزو والاستلاب يرتكز على الحياة العامة والسلوك الجماعي والانغماس في تجارب الآخر الذي تختلف أدواته عن «المسلوب» الذي بات يظهر في مظاهر تصنف على المقاييس على أنها سالبة… فالشاب والشابة اللذان نستهجن سلوكهما الذي ذكره الراسل، وعيهما تفتح على أنه لا حرج على سلوكهما هذا على خلفية أنه مطروق في الفضاء أو مشاهد في ثنايا حياتهما الجمعية ولا عيب في نظرهما في اتيانه… وهنا تبرز بعض المآخذ على ضعف دور المؤسسات المحلية في إطار حياتهما من مؤسسة التربية سواءً بالمدارس أو البيوت أو المجتمع العريض… ويبقى الإخفاق معلقاً ببعض الاستلاب والفضائيات و… و.. ولا ننكر أن الدول تلك والأنظمة الحاكمة على وجه الخصوص لها تأثير كبير في فرط العقد وتأزم السلوكيات لتقصيرها في استغلال طاقات الشباب والاهتمام بسلوكهم.

آخر الكلام:-

الشارع… شارع الله أكبر… أمانة في أعناق جميع مكونات الدولة… ودمتم ودام الشباب القادم..

سياج – آخر لحظة – 10/2/2011
fadwamusa8@hotmail.com