فرعون الأمومة
B][ALIGN=CENTER]فرعون الأمومة [/ALIGN][/B]
ü ابنتي… ترمقني بحذر وأنا أمارس عليها إملاء بعض الواجبات وهي لا تقول شئاً ولكن عيونها تقول الكثير المثير واعتقد أنها تحدث نفسها بذات العبارة تجاه نظام أمها القابض كثير الأوامر وكأني بها تكاد تهتف «الشعب يريد إسقاط النظام» وأحدث نفسي بأنني سأتمنع عليها وسأمارس أوامري إلى أن أكمل مدة وصايتي وأتعهد لها بعد ذلك بعدم تكرار فرضها ولكنها تنتفض بأشكال متعددة وفي كل مرة وكل يوم تأتي بشكل جديد فاليوم وأنا في طريقي للصحيفة اتصلت بي تطالبني بإحضار بعض احتياجات من شاكلة مطالب البنات في عمرها.. وتردف وتزيد عبارة تدلل على الانتفاض «أمي عليك الله كان ما جبتي الحاجات دي ما تجيء» فيحز في نفسي.. هذا الرجاء الذي يطابق تماماً مطالب ثوار ميدان التحرير ولكنني أوقظ في دواخلي فرعون الأمومة وأمارس تحنيط المشاعر وأبدو جامدة أو كما تقول صديقتي «أعمل رايحة»… فيعدي الموقف واليوم… لينفجر في اليوم التالي وموقف آخر… فتكون المواجهة وكأنها قد وصلت إلى قصر رئاسة الأمومة… «أمي.. ما دايرة الطبيخ دا.. دايرة فطائر من المحل… نفسي فيها» ومرة أخرى انتهرها «يا بت الأكل الجاهز دا ما بفيدك زي حق البيت» وأمارس عليها مزاجيتي في أطباق الوجبات ما بين ماهو بلدي و ما هو جديد.. ولكنها في خاتمة الأمر تأكل مضطرة «مجبرة لا بطلة فالجوع كافر…» وينتهي الحدث لتجدني في موقعة أخرى.. وهي تهم بارتداء البنطال وإبعاد الطرحة جانباً فأزيد في توجيهي لها بفعل العكس تماماً ليكون ردها «يا أمي.. الزول ما يلبس على كيفو.. حرية ما في؟» ولا أجد مفراً من قول «لا حرية مطلقة»… ونتجاوز الحوار وتمر الدقائق ثم الساعات والأيام والتصادم معها في اهتمامها بالمشاركات بمسرح المدرسة على حساب الاستذكار والمذاكرة ليكون ردها «يا أمي المشاركة في النشاطات أهم شيء لأنها بتفيد وبتخلي الزول مخو مفتح وصاح…» فازجرها مؤكدة «الأكاديميات هي الأساس.. أكان ما نجحتي في الأساسيات شن فايدة المشاركات يا بتي».. لترد «يا أمي الزول بعرف يرتب حاجاته وكل زول عندو طريقة براهو بس أدونا فرصة…» لأ تجاسر عليها «فرص مافي انتهينا يا بت»… وهذه الأيام أتجرجر عليها فهي تريد الذهاب للاحتفال بالمولد ولكني أعود بعد نهار متعب لأعد الطعام وأطعمهم التحلية ساخنة فعندما «يأكلون الكاستر مثلاً ساخناً يعرفون حقيقة انها بحاجة للتأقلم مع إيقاع برنامجي» رغم أنها تتناول بعض التصبيرات من الثلاجة إلا أنها تنادي بما نادى به «أوليفر تويست» نريد المزيد… و… الشعب يريد إسقاط النظام.
آخر الكلام
وهكذا تظل «بنيتي» في خانة الشعب وتتوجني تتويجاً سالباً في موضع الحاكم الظالم وكأنني اقتسم الغرفة «قصرا» وتتجول هي في «الحوش» كأنه ميدان التحرير.
(ودمتم)
سياج – آخر لحظة – 13/2/2011
fadwamusa8@hotmail.com