زهير السراج

الرئيس الخادم ..!!


الرئيس الخادم ..!!
* نحن على مشارف عصر جديد ، لم يعد فيه مكان للرئيس الملهم والرئيس الظافر والرئيس القائد.. إلخ، الذى يعتقد ان الله قد وضع فيه الحكمة وحده وعلى الشعب ان يطيعه بلا نقاش أو تأخير ..!!

* بل ان الجمهوريات الرئاسية نفسها على المحك، فالجماهير لم تعد تحتمل رؤية شخص واحد اسمه رئيس الجمهورية يمسك كل السلطات بيديه ويفعل بها ما يشاء وليس على الباقين الا السمع والطاعة، ولكنها تريد المشاركة بشكل حقيقى وكبير فى صياغة حياتها وصناعة القرارات، وعلى من يديرون شؤون الدولة تنفيذ ما يصنعه ويقرره الشعب، وليس ما يقرره من يجلس فى البرج العاجى الذى يسمى بالقصر الرئاسى ويحيط نفسه بالحراس والمنافقين الذين يحرقون له البخور ويسمعونه أحلى كلام ويقولون له .. ( تمام يا ريس ) ..!!

* من كان يصدق أن الشعب المصرى الذى لم يثر على حاكم طوال تاريخه الطويل ان ينتفض هذه الانتفاضة العظيمة ويصبر ثمانية عشر يوما بلياليها على القهر والقتل والبلطجة والجمال والخيول والتخويف، ويقدم ثلاثمائة شهيد والاف الجرحى ويرفض كل الضغوط اولاغراءات ويخلع اعتى رئيس عربى من منصبه ويحقق نصرا عظيما سيدرس فى المدارس والجامعات ومعاهد الاستراتيجية ويكتب بمداد من ذهب على صفحات التاريخ لتتناقله الأجيال جيلا بعد جيل ؟!

* والشعب الذى صنع هذه الثورة العظيمة لن يرضى بوصاية حاكم آخر عليه، ولن يسمح بوجود الرئيس الملهم او الرئيس القائد او الرئيس الظافر، بل الرئيس الخادم الذى يلبى اوامر الشعب عبر دستور ومؤسسات حكم يصنعها الشعب لتحقق رغبته فى السيادة والحياة الحرة الكريمة، ويخلعه عندما يعجزعن ذلك ويأتى بغيره بدون ان يتعرض للرصاص والغاز المسيل للدموع والهراوت والخيول والجمال ..!!

* وبما اننا اقرب الشعوب الى مصر واصحاب إرث ثورى عظيم وحب لا يبارى للحرية، بالاضافة الى اننا على اعتاب مرحلة جديدة لم نعهدها من قبل بانفصال جزء عزيز من بلادنا، فلا بد ان ننطلق ونسعى للتغيير الحقيقى، وهى فرصة لإجراء اصلاحات دستورية وإلغاء القوانين المقيدة للحريات واطلاق سراح المعتقلين السياسيين والدعوة لانتخابات عامة نزيهة ــ وليس فقط السماح بتنظيم المسيرات كما يقول صديقنا عثمان ميرغنى، فالديمقراطية ليست هى حرية تنظيم المسيرات فقط ــ وذلك حتى نستشرف مرحلة التغيير الحتمية التى ستمتد بدون ادنى شك الى كل بلادنا، بدولة حرة ديمقراطية ينزوى فيها الفساد والمفسدون والمنتفعون والمنافقون وتسودها العدالة الاجتماعية والمساواة ويكون رئيسها خادما للشعب وليس سيدا عليه، بدون الحاجة الى تظاهرات واعتصامات وتضحيات جسام وخسائرلا تعوض وإضاعة للوقت وهدر للإمكانيات، وإلا فان الشعب صانع الثورات ومعلم الشعوب قادر على صنع ثورة ثالثة تحقق احلامه فى الحرية والحياة الكريمة، وأختم بأفضل الكلام: ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم ..!!

مناظير
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]


تعليق واحد