فدوى موسى

بابا أوباما


بابا أوباما الفضائيات تمارس نقل بعضاً من الغضب الشعبي الذي بات ينتقل في شكل موجة.. أو قل كأنه جائحة لا تعرف الحدود من دولة عربية لأخرى وكأن الأمر مُعد، فقط تنقصه تفجيرات الخروج إلى الشوارع.. لتنقلنا هذه الفضائيات إلى واشنطون لنتعرف وجهة نظر الرئيس الأمريكي فيما يدور لكل شارع امتلأ بالمتظاهرين أو «البلطجية».. وكأن هذه القنوات تريد أن تقول «هاهي ماما أمريكا تبارك أو تتحفظ».. والمعروف أن أمريكا تتدخل في شؤون الشعوب صغر شأنها أم كبر.. وصار لزاماً علينا محكومين وحكام أن نولي وجهنا تجاه القطب الأوحد لنعرف إلى أي اتجاه نخطط الخطوات التالية، ومع ذلك يعتقد الكثيرون أن مصالح أمريكا مقدسة لدى نظامها، وهذا ما تؤكده التدخلات السافرة قولاً وفعلاً في شؤون الدول ضعيفها وقويها تحت مبرر «الأمن القومي الأمريكي».. رغم أن الأوضاع في الكثير من الدول العربية محبطة.. فالشباب الذي بات مسيراً تحت ضغوطات العطالة والفقر والغلاء لا يجد بداً من التحرك لمؤشراته تجاه استنهاض الشعوب لأجل حث الأنظمة على الاستجابة بشكل محسوس والراجح أن كثراً من الأنظمة بطيئة الاستجابة، أو كما يقولون «دغيلة»، ولكنها أن أحست بأنه الأمر وصل إلى «اللحم الحي» ووجدت تجاوباً على أثير الفضاء بتصريح لـ«بابا أوباما» أو ملمحاً وإشارة من «ماما هيلاري» تأكد أنه «هلاّ هلا على الجد»، ومن ثم خرج الحكام من خدور الحكم المخملية يحملون وعوداً وتمني وهم الأدرى أنها مجرد أحبار على الأوراق.. فلا يعقل أن يكون الحاكم جاثماً على الحكم سنين عدداً ولم ينفذ أو ينجز الطموح ليعود ويعد بذلك خلال شهر أو شهرين.. إنه النفاق الناطق البين.. ولكن لا مجال إلا محاولات الامتصاص والامتزاز لروائح التحرك ضد الأنظمة ومادام هناك «بعبع» اسمه القطب الأوحد، فإن نظر وقلوب الأنظمة تتجه إليه لتعرف مصيرها.. ولكن المفاجأة أن الشعوب باتت تدهش «بابا أو باما» الذي تفوت الآن على قرون استشعاره عن بعد الكثير من انفعالات المواطنين البسطاء في الدول المغبونة.

آخر الكلام:

لا تعطس.. لا تتنفس تصاعداً.. فقط انظر ماذا ترى فيما تقوم به.. أهو متسق مع الأمن القومي الأمريكي أم أنه بعيد عن ذلك، ولكن بالتأكيد أنك لم تخرج من نطاق التغطية المصلحية لها..

سياج – آخر لحظة – 17/2/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]