يستجيب القدر
مرة واحدة تنتفي كثير من المداخل وخطوط القفل أمام مؤشرات أن الحياة تقول كلمتها دائماً شئنا أم أبينا، والناس فيما هم فيه من جدل حياتي تقع على رؤوسهم أسهم لا يعرفون لها إلا القبول بالقضاء والقدر.. فأقدار الشعوب الآن باتت على محامل الثورات دون التريث في وزن السقوفات الأساسية.. فقد تبدأ ثورة شعب بمطلب واحد وجملة من المساعي لتحقيقها، ومن ثم تتعنت الأنظمة والعنت يدفعه عنت، وتضرج الدماء وتكتسي الأحداث بلون أحمر قاني، يعني أن لا عودة للوراء.. ومن ثم تطير السقوف المطلبية بإخلاء النظام لموضعه وإفساح المجال لآخرين – من هم؟ ما نظامهم القادم؟ ما أجندتهم؟.. المهم أن الشعب انتفض.. ولكن الانتفاض يحتاج في مجمل تطوره لخطة تعقب زوال الهدف.. الذي لا محالة طال الزمان أم قصر سيستجيب القدر.. ولكن هل هي موجة غضب وثورة شعبية شبابية خالصة أم وراءها من وراءها.. فهل حقاً تستنهض الشعوب الواحدة تلو الأخرى من تلقاء الشعب للشعب، أم أن هناك أيادٍ خفية تحرك الموجة وتتحكم في ترتيب وإعادة صياغة المشهد السياسي في المنطقة ككل.. فهل من تحليل يفند أو يعزز هذا التوجه الذي بات البعض يلمح به من تحت المنابر والمواقع المتنفذة… فثورة الشباب باتت الأقرب للاستغلال من قبل بعض الأحزاب التي ترى أن الفرصة مواتية للتغول والقفز فوق الفرص والسوانح.. فلا يحق أن ينضجها الشباب فيحصدها المتربصون والمتلصصون والمتحينون للانقضاض.. دعو القدر يستجيب لأن الشعب أراد الحياة.لا تحتمل أكثر
في ذلك الحي العتيق في أطراف المدينة اجتمع بعض الشباب.. سقفهم أن تُخفّض أسعار المواد الأساسية، لأنهم يعلمون مدى صعوبة ذلك على أهلهم وأرباب البيوت وأرباب المعاشات… تفاءلوا بأن صوتهم سيصل إلى السيد «المعتمد» الذي بالنسبة لهم ذلك الكبير وآخر محطة يمكنهم بلوغها لأن ابن الدائرة عودهم على أن الدوائرمشغولة.. وهذا الهاتف خارج نطاق الخدمة، أو هذا الهاتف لا يمكن الوصول إليه حالياً.. تحركوا في الشارع الجانبي… في ظنهم أنهم يستنهضون المتعبين والغلابة.. ولكنها وبذات الصافرة «ويويو..» تفرّق الجمع يمنةً وشمالاً، وضاع الصوت تحت صراخ الضرب ومسيلات الدموع والهراوات.. ولكن يوم من بعد يوم تنبسط سطوة صوتهم الصادقة فوق الأصوات الكذوبة المصطنعة، لأن الكل «نهباً» لهذه المطالب… فالمواد الأساسية ليست للمتظاهرين فقط.. حتى هؤلاء الخارجين على الثورة في حاجة لتخفيض الأسعار والمواد.. أو كما كان الطلاب يهتفون سابقاً «يا بوليس ماهيتك كم ورطل السكر بقى بكم؟».
آخر الكلام
القدر يستجيب حينما يراد له العزم على النجاح وبلوغه.. فكثيراً من الأوضاع لا تحتمل أكثر من ذلك.. ودمتم.
سياج – آخر لحظة – 21/2/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email