نور الدين مدني

الكرة في ملعب الحزب الاتحادي

[ALIGN=CENTER]الكرة في ملعب الحزب الاتحادي [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]ما يجري في شأن الحزب الاتحادي الديمقراطي أمر مؤسف رغم ان بعض ما يجري مبرر في ظل استمرار هيمنة المؤتمر الوطني، الحزب الغالب في الحكومة ووجود تيارات وألوية اتحادية مختلفة موجودة داخله لأنه حزب الوسط الديمقراطي العريض الذي يجمع كل هذه التيارات والألوية.
* صحيح ان غياب رئيس الحزب وراعي الختمية مولانا السيد محمد عثمان الميرغني قد أثر سلباً على فاعلية المؤسسية داخل الحزب، ولكن ظلت القيادة التاريخية للحزب تعمل في الداخل في أحلك الظروف السياسية مدافعة عن خيار الديمقراطية وعن الحزب الاتحادي.
* ان مؤتمر المرجعيات الذي عقد بالقاهرة اجاز دستور وبرنامج الحزب كما اختار المكتب السياسي للحزب وعقد المكتب السياسي اجتماعاً وحيداً بالقاهرة لاختيار الامانات والمكتب التنفيذي ولكن للاسف لم يتم تنزيل هذا العمل خاصة في الداخل واستمر الخطاب السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي موزعاً بين التيارات والألوية الاتحادية مما افقد الحزب فاعليته وحيويته السياسية.
* لقد ظهرت مبادرات كثيرة لإعادة ترتيب البيت الاتحادي وتوحيد تياراته تحت راية الحزب الاتحادي الديمقراطي ولكنها جميعاً اصطدمت بردود فعل من داخل تيارات الحزب ذاتها لتجهضها في مهدها إلى ان جاءت المبادرة الأخيرة التي دفع بها القيادي الاتحادي ميرغني عبد الرحمن سليمان بتفويض من رئيس الحزب ولكن للأسف استمر مسلسل الصراعات والانشطارات التي وضعت الحزب امام امتحان حقيقي.
* بدأت في الآونة الأخيرة حركة انتقال ظاهرة من الحزب الاتحادي الديمقراطي إلى حزب المؤتمر الوطني، ولا اعتراض لنا على ذلك ولا ينبغي لنا ان نعترض ولكننا من باب الحرص على دفع الحراك السياسي الايجابي ننبه إلى ان هذه الظاهرة سالبة حتى على حزب المؤتمر الوطني وانها ليست مقياساً لجماهيريته، ونذكر بأن نفس السيناريو حدث في عهد مايو حينما انخرطت قيادات وفعاليات من الحزب الاتحادي وغيره من الأحزاب في الاتحاد الاشتراكي السوداني آنذاك وكيف أنها عادت إلى قواعدها سالمة بعد عودة الديمقراطية.
* ان أجواء المرحلة الانتقالية والدستور الانتقالي ووثيقة الحقوق تتيح للأحزاب والتنظيمات السياسية فرصة العمل السياسي العلني الذي يؤهلها تنظيمياً ومؤسسياً للمشاركة الفاعلة في دفع العملية السلمية وتأمين وحدة البلاد أرضاً وشعباً وتعزيز الحريات وبسط العدل والتنمية المتوازنة في كل ربوع البلاد، لا ينبغي اهدارها في معارك في غير معترك.
* الكرة مازالت في ملعب الحزب الاتحادي الديمقراطي حزب الوسط الديمقراطي لكي يعيد ترتيب بناء مؤسساته ديمقراطياً تحت زعامة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني لاقتناعنا بأنه لا يمكن بناء ديمقراطية بدون أحزاب سياسية ديمقراطية قوية ومؤثرة.
* ورمضان كريم.

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1019 – 2008-09-15 [/ALIGN]