الكلام من خلف الحجاب
آن الأوان أن تعمد آليات النظام لإبانة خط تغيير واضح في «سستم المؤسسات العامة».. فقد أبان الصراع الأخير داخل وزارة الصحة الذي ذهب بقمة الوزارة.. وزير دولة ووكيل وتذبذب تقديم استقالة الوزير الاتحادي.. أبان هذا الوضع أن خللاً بيناً يضرب نظام الوزارة فكلمات من شاكلة «وزير صوري.. وتهميش لا يختلف عليها اثنان» واعترافات الوزير بأنه آخر من يعلم بالكثير من القضايا التي تقع ضمن اختصاصاته.. ثم إطلاعه على تعيين وكيل الوزارة عبر وسائل الإعلام مثله مثل المواطن العادي.. يؤكد ذلك أن قنوات التواصل ما بين قمة القرار والقاعدة المعنية شبه مقطوعة وكثيراً ما تضيع «هيبة» المناصب في مثل هذه القنوات كذلك هيبة الدولة وتنبيء هذه الدلالات عن صدع كبير وارتجالات في مؤسسة العمل.. وبعيداً عن انتماء هذا الوزير أو ذاك إلى المؤتمر الوطني أو للحركة الشعبية فإن أس الداء الغياب الواضح للترتيب وخلل إمساك كل مسؤول للوحه «كما يقول أهل خلاوينا».. والكلام الذي يفهم من وراء حجاب تلك القضايا بالصحة أن أزمة كبيرة في طريقها للانفجار بتلك المؤسسة الحيوية وربما هي مطالع لتغيير بطرق مغايرة للمباشرة ولا يفوت على الفطنة أن المداخل قد تكون من أبواب المخالفات أو الفساد أو عدم الوضوح المؤسسي.. وبما أن نظام دولتنا القائمة الآن يحوي في كرشه مثل هذه «الطرائق والوسائل» فليس بالمستغرب أن تتفاجأ الكثير من المؤسسات بتغييرات منسوبيها الكبار عبر وسائل الإعلام.. فهل يأتي اليوم الذي تتبادل فيه آليات المؤسسات الاحترام ما بين القمة والهرم والعكس بالعكس أبسطه أن ينطوي على التقدير المتبادل للاتجاهين رئيساً ومرؤساً.. والسوابق التي تحكى في هذا المجال كثيرة وربما أشهرها على المستوى المحلي دعوة العشاء التي كان يدعو لها الرئيس الأسبق الراحل «نميري» لمن يمسكون له بالملفات والمصالح والتي على أثرها يتأتى الاستغناء النهائي حتى انتفض عليه الشعب دون أن يدعوه إلى وليمة مماثلة.. وربما جاءت خلاصة الحكمة أن يكون الكل قدر المسؤوليات الموكلة سمواً بالوطن وبالنفس..اخر الكلام:
مشكلتنا في هذه البلاد.. أن الإنشاء والأدبيات التي ترتكز عليها تنظيرات العمل أو أبجديات التحرك تظل على الأوراق ولا تبارحها الى مرابط التنفيذ إلا لماماً عندما يكون الأمر مجرد «شو» أو عرض أمام الجهات الزائرة أو المسؤولين الكبار.. والكبير الله.
سياج – آخر لحظة – 4/3/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email