فدوى موسى

زنقة زنقة

زنقة زنقة أحايين كثيرة تفقد السيطرة فيها على اعصابك أمام مواقف بعينها ولكنك مجبوراً أن تدعي أنك متماسك.. وفي بلادنا إن لم تكن لك شكيمة تحتمل بها الآخر ستضطر أن تفقد الكثير من التعامل وتسقط الكثير من الأفراد من يومياتك ودفاترها المهترئة التي لا تحتمل إلا محاضر اليوم دون أن ترتجي توثيقها للغد.. فالوريقات بائسة والأقلام أسنتها حادة ولفظات الكلم لا تستسيغ طعم الورق البالي.. ولأنها منظومة معطوبة تجد أنك تأخذها شفاهة وتدفع بها للأثير وتبعد عن تسطيرها مذكرة مذكرة بتفاصيل الثانية.. والدقيقة والساعة واليوم والأسبوع والعام وتكرار الوتيرة.. لذلك لا تأبه بما مضى من عمر.. تضعه ذبيحة فداء على عتبات القادم وتُريق دماء الكثير من تفاصيل المخبوء هناك وليتها دماء مقبولة.. لتتفاجأ بأن القادم لا يختلف كثيراً عن الماضي إلا من بعض فروقات شكليه.. فجوهر الأمر ما تدركه عصيبات الأنفس وأجهزتها المركزية وما تحتمله وما توزعه على فروع الشبكة التي دائماً هي في حالة الصيانة الصحية.. فلتنظر كيف تستثار مضابط غضبك.. هب أنّك مكتمل النفس أملاً واجتهاداً (الكمال للّه).. وهبت ذلك لعالمك المحيط لتتفاجأ بأنّ الترس الذي تُدير به طاقاتك واندفاعك الموجب لا يتواءم مع محيط آليات ما حول المحراب بلا شك.. أما ان تختار انكسار آليتك وترسل وإما أن تديره ببطء حتى تأمن أن لا يتاكل ويوم بعد يوم تنسرب أيامك ويقل الإنتاج وتجد أنك أدرت طاحونتك بلا دقيق مجزئ وأن ما تناثر على الجنبات بات في حساب الخسائر.. هي ليست دعوة بائسة ولكنها محاولة للخروج عن القفص العام فلما لا تتبع نهجاً للتوأمة ما بين إيقاعاتك برزمها العالي وإيجابيتها السريعة مع إبطاء آليات المحيط من حولك حتى وإن كان هذا الحول والمحيط غير منفعل بالوجدانيات الشاحذة للهمم. وتجد نفسك في حالة تقع فيها فريسة للتثبيط والإحباط.. فتبحث عن (المخارجة) في كل مدن الحياة (دار دار.. شارع شارع.. وزنقة زنقة) لعل وعسى تبلغ العودة لحالتك الأولى التي كُنت فيها متفائلاً ومُقبلاً على الحياة (بتروس) نشطة لأنّك بلا شك قد تقض عائداً ومرتحلاً لحالة الخمول التي كُنت تستنكرها عند الآخرين وتصير أنت لا حتماً ذلك المُثبط الجامد المتحجر كأنك قد قنعت من طموح الدنيا ورغبة القادم وكأن الواقع وقرائن الأحوال ألقيا بظلالهما عليك.

آخرالكلام..

هذه الحياة يعوزنا فيها النظر بعمق وفلسفة محتوياتها الجامدة لهضم تصاريفها التي تتلبس علينا.. ولا نملك إلا أن نتداولها ولا نخرج من أطر سمواتها وأرضها لأنها هي أقدارنا المحتومة… (ودمتم).

سياج – آخر لحظة – 7/3/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email