صورة زاهية
قد لا تكون صورتك عند الآخرين زاهية بقدر ما تعتقد في نفسك أو تظن فيها.. ومرد ذلك إلى أن الإطار العام لا تضعه لها وحدك… أيدٍ كثيرة تضع لمساتها على هذا الإطار إضافة أو استلاباً ومن ثم ينعكس الإطار على الصورة أو الصورة على الإطار وكل يؤثر على كل.. باقة من الانطباعات تتركها هنا وهناك فيبني عليها الآخرون زروع الرؤية فمنها تبدو ملامح الزرع مخضرة إن كانت النفوس تجاهك خصبة وعامرة وقد تكون غير ذلك يباساً وجدباً إن صادفت صحاري النفوس القاحلة وأحياناً يبدو المثقفاتي ذو المكانة المرموقة وظنه في نفسه كل الظن الجميل وإن العالم كله يراه من زاويته المنفرجة المنفتحة على الزهور والإشراق يرى المفأجاة أنه يعيش عالم الافتراض وقد نأى به بعيداً عن الناس عندما انغلق في إطاره الذهني الذي يأمله.. أما (السياسي) فتأخذه بعض فرضيات السلطة إلى موجبات الخيال الجامح التي تجعله دائم الاعتقاد بأنه المحبوب عند الشعب وإن نكّل بهذا الشعب وازدراه.. والحالة التي يعيشها قائد «الزنقة زنقة» تعتمد على وجود الصورة الزاهية ما بينه والشعب «بالتأكيد في عالم اللا واقعية» لأنه لازال يعتقد إن كل «وخط تحت كل» الشعب يحبه ويراه قائده المجيد والأبدي في ظل عوالم باتت لا تعرف الثبات والركون إلى اليقين بأن لا تغيير حادث فكل ثانية تنطوي على جينات لوراثة الخروج على المعتاد التي فجرت ينابيع وزلزلت عروشا قائمة على ضرورة التغيير إن لم يدرس الخارجون آليات ما بعد هذا التغيير التي لا تقل خطورة عن قيمة التغيير نفسه.. ومن أين تضمن الإطارات لصورة التغيير وصولاً لمحله المرجو وبراويز التجارب الإنسانية أثبتت أن الكثير من المبتغى لا يدرك وأنه جاءت الحيثات في السياق المفضي إليه وفي الطريق المؤدي ولكن الحصيلة (صور باهتة) لا يمكن أن تفصل بها إلى نهاية الاستدامة.. واليوم تتجلي الأوضاع للأنظمة العربية على صورة غير زاهية وغير جميلة لأنها انحصرت في إطارات المنافع الشخصية والمصالح والمحسوبية وكرست تداول القوى في أيدي قلة دون الغالبية التي أصبحت مغبونة تبحث عن «استوديوهات التغيير» فتجيء فوتواغرفيا الزوايا والأبعاد ما بين الممكن بعد الاستحالة والمرغوب بعد المهاب خاصة إن كانت «الفلاشات» الموهوبة تلتقط حواجز الخوف وتزيلها إلى اللا عودة واللا رجوع عندما تصبح خلفيات «القوات أمناً وعسكراً» لا تبيح الرجوع إلى الوراء.
آخر كلام
صورتك… مدخلك عند بوابات العبور.. حاول أن تكون داخل إطار زاهٍ.. حتى لا يخرج بك المحيط إلى النفي والتنحي عن الوجود… (ابتسم من فضلك فأنت تمتحن في استوديو الحياة)… ودمتم.
سياج – آخر لحظة – 2011/3/12
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]