مظاهرات أمنية
واليوم موعد للتظاهر السلمي والمواطنون يرهفون السمع ما بين متوجس من «…» ومتمني للـ «…» والقوات الأمنية تمارس حالة الاحتشاد وكأنّها هي التي ستخرج على الجمهور بمظاهرات مناوئة.. ود. نافع يقلل من دعاوي المعارضة بالخروج على النظام وتحقق قوله القرائن التي انبلج عنها واقع الميادين الممتلئة بالأمنيين والشرطيين وغياب المواطنين المتظاهرين والبعض يهمس ويجاهر إن الخروج ليس الآن ولكنه من باب «الجداد سهرو ولا منامو».. ومخابز الخرطوم موعودة بدقيق مخلوط وست رغيفات بجنيه.. ربما كان ذلك مواربة للأبواب أمام عواصف الأسعار المجنونة وعودة الى لحظة قديمة جاهرت فيها بدايات الإنقاذ بأنها جاءت من أجل هذه «الخلطة» بعد أن أكل البعض العيش الفاخر وظل الآخرون حبيسي «الكسرة» التي أعادت إليها دعوة السيد وزير المالية قباباً عالية من الكلم في لت وعجن مخمر بعد مرور أكثر من عقدين.. والشائع أن الرجل يقبض من لسانه.. والحكومة تقبض من تحقيقها للمطالب الأساسية والشعب يقبض من رضائه وسخطه تجاه الأوضاع .. والموقف الآن.. «موقف جاكسون» والمواصلات العامة سيدة الموقف والأصوات مبحوحة.. «والكمسنجية» يمارسون تناديهم وجباية صغيرة تتراكم في جيوبهم عند مرور المركبة من بعدها مركبة والأصوات المغنية على مسجلات المركبات تتعالى من مدح.. غناء هبوط.. وسمو .. وعلى خط جانبي يهيم البعض من منتسبين يقبضون الآخرين للحظة ثم يخلون سبيلهم ولسان حالهم الترنم بالأغنية المحبوبة هذه الأيام.
أبقى صريح معاكا.. أقول ليك بأمانة
عمليتك ما ظريفة.. وحركتك جبانة
ومن وثم ينفض الناس.. مارة وراغبين وغير راغبين في التظاهر أو الأداء بأي شعار كان.. لا شيء سوى الصمت الذي لا يعرف له تأويل محدد.. ربما هو الصمت الذي هو كلام.. أو الذي بعده كلام.. وكل الموقف في الموقف مجرد «جاكسون».. «كركر» ركوب.. هبوط وكمساري يهز مطالباً بحق التذكرة الغائبة ونظرات متوجسة من شيء آت حتى لو كان هذا الآتي اصطفاف لبعض قوى مقاومة الشغب أو للشعب.. الذي يعرف ما يريده وما يبتغيه في الزمن الذي يحدده تماماً.. ومن ثم يعد اليوم.. وتخلو الساحات إلا من بعض بصيص رؤية لحال غير مستبعد مما يحدث في المنطقة ككل.. والعالم يمارس ارتحاله للقرية المشوشة الأجواء والأثير.. والخبر على الصحف اعتقال لوقت قصير لبعض حاملي جواز مرور «برس.. صحافة» وتتبخر القيادات الداعية للخروج بينما تثبت هراوات والغازات المسيلة للدموع في العبوات المخزنة لوقت آخر أو ربما قد تبقى في مكانها.. وهناك في الأحياء الشعبية التي قد لا تخلو من شيء من تحرك تظاهري دون عيون الراصد الأمني.. أو ربما تكون هي اللحظة البديلة للتجمع في وسط البلد.. على غرار إن لم تستطيع إنفاذ السودان الجديد من الوسط.. اقتطع جنوباً وجزءاً واستثمر الوضع وانداح.
آخر الكلام:
إذن هي مظاهرات أمنية تستنزف الجهد والعرق للقوات دون حدوث أثر لأن الباعث والمحرك لم ينل بعد ثقة من جمهور المتظاهرين الافتراضي.. التي إن أرادت الخروج تكون جماهير السودان الهادرة بحق وحقيقة و «دمتم».
سياج – آخر لحظة – 2011/3/10
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]