الفتاة السودانية »استايل« أوروبي وملامح إفريقية!
لابسات من غير هدوم
كانت محافظة جداً وحريصة على ارتدائها للعباءة بل محتشمة إلى الحد البعيد وحتى عند دخولها إلى احدى الجامعات بولاية الخرطوم كانت حريصة كل الحرص على تلك الموروثات الجميلة التي اتت بها من »البلد«، وهكذا مرت سنينها الأولى ولكن في العام الثالث سئمت من العباءة وملابس البلد وصارت تكتفي بوجبة واحدة في اليوم لعلها تستطيع شراء هذه الأزياء المحذقة الباهظة الثمن وتم لها ذلك، كانت عند الصباح تخرج وهي ترتدي عباءتها لكن فور وصولها إلى الحرم الجامعي تقوم بنزعها وعند العودة ترتديها وكأن شيئاً لم يكن وكأنها تطبق المثل القائل »في البيت موسى وفي الجامعة فرعون« حتى صارت من شواذ الفتيات.
{ إن شاء الله ما لبسنا ذاتو
»لنا حرية الاختيار في الملبس سواء كان ساتراً أو كان فاضحاً ولا أحد يملك السلطة ولو كان أبي نفسه« العبارة السابقة عبرت بها شاهندا عن رأيها الذي أتي مليئاً بالجرأة والتحرر الذي لم تحاول اخفاءه اضافة لما ترتديه من أزياء محذقة وشفافة، بل أعلنت ثورتها على الصحافة بصورة عامة والتي ظلت مؤخراً تشن هجوماً على هذه الأنواع من الثياب – على حد قولها- وأردفت يعني انتو متدينين وملتزمين للدرجة دي ولا الحاصل شنو ؟ بالله عليكم خلو الناس تعيش حياتها ومالكم ومال اللبس إن شاء الله ما لبسنا ذاتو..«.
وتهدأ قليلاً ثم تستأنف قائلة : وعن نفسي فأنا ألبس كل ما يحلو لي ولا اهتم كثيراً لكونه ساتراً أم لا، ما يهمني هو مواكبة الموضة فقط والتحرر من ذلك التخلف الذي يظهر جلياً فيما ترتديه الفتاة السودانية من حجاب ونقاب وغيره«.
{ كل إناء بما فيه ينضح..
في احدى الجامعات التي عرف عن فتياتها التحرر وتقليد فتيات القنوات الفضائية لفتت نظري بحجابها المتعفف فهي تبدو كالكلمة الشاذة وسط ذلك السفور .. اقتربت منها وعندما حدثتها برغبتي في الحديث معها عن انطباعها عن المظهر في الشارع العام مع إبداء دهشتي لدخولها تلك الجامعة وافقت وطلبت مني عدم تصويرها فوعدتها وأجابت »يا اختي كل إناء بما فيه ينضح«، والفتاة التي تستعرض جسدها إنما تعبر عن خواء فكرها فهي لا تملك غير هذا الجسد »عشان تقشر بيهو« ولا ألوم الفتيات وحدهن بل الأسر التي تركت لهن الحبل على الغارب صحيح أن الفتاة يهديها قلبها أكثر من أسرتها ولكن التنشئة هي الاساس.. أما بخصوص انتمائي لتلك الجامعة فأنا ادرس فيها المجال الذي احبه والعيب فينا نحن وليس في المباني فهذه الجامعة مثلها مثل أي جامعة أخرى ولكن الناس هم الذين يتباينون في سلوكهم«.
{ أحسن حالاً
منال جعفر- ربة منزل ولكنها ايضاً انتسبت لجامعة النيلين في وقت متأخر بعد أن انجبت البنين والبنات. منال قارنت زي فتيات اليوم بأزياء الستينات فوجدت أن فتيات هذا الجيل احسن حالاً من سابقاتهن اللائي كن يرتدين ما يسمى »الرحط« أو ما شابه ويكفي – طبقاً لمنال- أن زي الفتيات اليوم يجمع ما بين الشرعية والحداثة فليس هناك فتاة ترتدي زياً قصيراً اليوم حتى إن كان هناك انحلال فإن للأسرة والكبت الذي تمارسه على فتياتها دوراً أساسياً فيه، الأمر الذي يجعل الفتاة تتمرد على التقاليد ومجاراة نديداتها لذلك، تترك منال الحرية لبناتها في اختيار ما يناسبهن من ازياء حتى وإن لم تكن هي شخصياً راضية عنها.
{ نسأل الله الهداية
»فساد ما بعده فساد، انحلال وتبرج ساد المجتمع السوداني مؤخراً« هكذا بدأ صديق أحمد حديثه مستنكراً الوضع الذي آل إليه الشارع العام أو داخل المؤسسات التعليمية والتربوية الذي يتنافى تماماً مع الملابس التي حددها الشرع، وأرجع ذلك إلى كثرة القنوات الفضائية والانحلال الذي يسودها، مشيراً إلى أنها لا تعتمد على شريعة تسيرها أو منهج يضبطها.
وعبر صديق عن ثورة عارمة على أولياء الأمور لأنهم السبب الأول والأخير في انتشار هذه الأزياء- على حد تعبيره- داعياً كل أسرة إلى الإلتفات إلى هذه الآفة التي اخترقت أعرافنا وعملت بكل اجتهاد لهدم وهتك اعراضنا. طالباً الهداية لكل الفتيات اللاتي يرتدين هذا النوع من الملبس الخليع الذي لا يستر ولا يكاد يضيف إليهن بصمة جمال بل يعمل على هتك الأعراض وخدش سمعتهن.
{ لعنة الله عليها
هذا، وبنفس هذه الحدة تحدث ابراهيم علي – موظف- مشاركاً صديق في آرائه بل بدا مستاءً إلى أبعد حد من الحال الذي آل إليه المجتمع بصفة عامة ومستنكراً كل الاشياء الدخيلة على مجتمعنا بما فيها اللبس الضيق والشفاف الذي صار مؤخراً هو الشغل الشاغل لكل فتاة خاصة فتيات الجامعات لاعناً ما يسمى بالقنوات الفضائية التي غزت الأفكار والتي يعتبرها المحرك الأول للفساد. وعبر ابراهيم عن أسفه الشديد على تلك النخوة التي تلاشت وعن الغيرة على الأعراض التي ولت هي ايضاً مع الأجيال السابقة، مناشداً رجال الدين وأئمة المساجد بالنظر الى هذا الأمر والدعوة إلى إصلاح حال الأمة المسلمة ان كان هناك اسلام – على حدتعبيره-
{ إن شاء الله الحضارة تطير
»يا بتي هن بنات الزمن دا لابسات؟ وكان علي اللابساتنو دا أخير عدمو« هكذا ابتدرت الحاجة آمنة حديثها وهي تستنكر بشدة المعروض على أجساد الفتيات من الثياب مذكرة انها حضارة دخيلة لا صلة لها بحضارتنا الموروثة بل ظلت تتساءل عن أصل أولئك الفتيات وأولياء أمورهن الذين أضحوا لا يحركون ساكناً- على حد قولها- كما ترى الحاجة آمنة أن هذه الأزياء الخليعة قد تعكس صورة عدم الحياء وقوة العين بالنسبة للفتاة. ثم تضيف »والله أنا القدامك دي لو شفت لي واحدة لابسة لبس ما ياهو اتمنى انو الأرض تنشق وتبلعني« ولو كانت دي حضارة ان شاء الله الحضارة تطير.
{ وفقاً للمزاج السوداني ولكن..
مثل هذه الأنواع من الملابس للفتيات، ويستدرك: لكن لابد أن نأخذ في الاعتبار أن العديد من الأنماط الثقافية للملبس رغم أنها وافدة على السودان إلا أنها تم تشكيلها من خلال الرؤى الثقافية السودانية لتتماشى مع ذوق المجتمع، على سبيل المثال ان ترتدي الفتيات ملابس طويلة وساترة للجسد في الأماكن العامة ومواقع العمل المختلفة وحسب اعتقادي أن ارتداء ما يعرف بالبنطلون للفتيات هو أيضاً من انماط الملبس الساتر إلى حد ما، إذا تم ارتداؤه بالطريقة المقصود بها ستر الجسد، أما ما يظهر في الحفلات الخاصة والعامة وما شابها من انماط للملبس فهي تدل على ما يمكن أن يطلق عليه عقدة الغرب أو عقدة الغريب والفتيات يحاولن الشعور بأقصى درجة من درجات الحرية في اختيار ملابسهن، لذلك قد يرتدين انماطاً من الملابس ولكنهن لا يستطعن الخروج بها إلى المجتمع ، وهذا يدل على الدرجة العالية للضغط الاجتماعي في الشارع السوداني.
{ مراحل مختلفة
إذاً من أين أتت هذه الثقافات الدخيلة التي لا تتناسب مع الثقافات السودانية؟ هل هي عقدة الغرب أم هنالك أشياء أخرى؟ وأين الرقابة الأسرية؟
أشرف أدهم استاذ علم الاجتماع والانثروبولوجيا بجامعة النيلين يجيب قائلاً:
تختلف ثقافة الملبس من مجتمع إلى آخر فنجد أن بعض المجتمعات تتميز بأنماط ثقافية تميزها عن بقية المجتمعات الأخرى. وتدل ثقافة الملبس عندهم على سلالة معينة أو مجموعة اجتماعية معينة. أما بالنسبة للمجتمع السوداني فهو مجتمع خليط وهو نتاج تلاقح العديد من الثقافات العربية والافريقية والهندية والأوروبية. فإذا حاولنا تتبُّع ثقافة الملبس السوداني نجد انها مرت بمراحل تاريخية فيما يلي المرأة تحديداً، ففي فترات سابقة لفترة الاستعمار البريطاني للسودان كانت النساء يرتدين ما يعرف بالعراقي والسروال والذي يشبه في تفصيله ذلك الذي يرتديه الرجال مع بعض الاشياء التي تميزه إلى جانب الثوب السوداني الذي يتم ارتداؤه حسب المرحلة العمرية للمرأة، ثم أصبح هذا الثوب هو النمط الثقافي الغالب في فترات ما قبيل الاستعمار واثنائه. ثم ظهرت بعد ذلك انماط ثقافية مأخوذة من الثقافة الغربية وهي ثقافة ارتداء الفستان مع تنوع أشكال تصميم تلك الفساتين ورغم ذلك لم يختف الثوب السوداني بصورة واضحة إلا في مطلع التسعينات حينما ارتفعت أسعاره بصورة مفاجئة وحلت محله ثقافة العباءات والتي تزامنت مع توجهات سياسية دينية، ثم اخذ نمط آخر في الظهور وهو نمط ارتداء ما يعرف بالاسكيرت والبلوزة، واذا قمنا بتحليل كل هذه الأنماط الثقافية للملبس نجد أنها انماط وافدة على الثقافة السوادنية، والدليل على ذلك أن مسميات هذه الملابس هي مسميات تنطق باللغة الانجليزية وليس لها مقابل في اللغة العربية، أما بالنسبة للمتغيرات التي تحدث الآن في هذه الانماط الثقافية فلها أسبابها، فالمجتمع السوداني منذ مطلع التسعينات وحتى قبيل انتهاء هذه الحقبة كان يعيش فترة من الكبت المادي والمعنوي نتيحة لظروف السياسة التي كانت تحيط بالنظام الحاكم وبعد شعور أفراد المجتمع بانكسار الطوق الكابت لحرياتهم ظهرت ظواهر في نمط الملبس لدى النساء خصوصاً الشابات فأصبحت هنالك محاولات لتقليد الثقافات الغربية في الملبس واستخدام تصميمات لا تتماشى مع ذوق الثقافة السودانية، لذلك نجد أن الشخص العادي في المجتمع السوداني يرفض قبوله.
{ أولياء الأمور مسؤولون
إذن ماذا يقول رجال الدين خاصة وأن البعض اتهمهم بالتقصير في الدعوة.
مولانا عبد الجليل الكاروري قال: إن الذي ترتديه الفتاة السودانية اليوم مخالف تماماً لمواصفات الزي الشرعي المعروفة وانه مربوط بالمواصفات الأجنبية ومنافٍ للشريعة الاسلامية، ومن الملاحظ أنه كلما كان أقل حشمة كان أعلى تكلفة، وأرجع ذلك إلى أهداف العولمة التي تريد إدماج الناس في ثقافة واحدة.
واعتبر الكاروري أن أولياء الأمور لهم دور فعال في انتشار كل الأزياء التي ترتديها فتياتنا في الشارع العام وفي المناسبات العامة والخاصة وذلك بغض الطرف عنهن وعدم مساءلتهن وزجرهن. وأوصى أولياء الأمور بتحمل المسؤولية والمتابعة الدقيقة لبناتهم من أجل الحفاظ على أعراضنا ومشاعر ا
المصدر :الانتباهة [/ALIGN]
From my point of view, this has nothing to do with coping the Western culture. I live in an European country. People in here just wear according totheir religion or belief about the appropriate dress. I think what girls in sudan are experienceing is what is callsed ‘ CULTURAL SHOCK’
The current computer technology has opened their eyes to a world they never thought it does exist, and because this technological transation or shift happened so quickly they did not have a chance to evaluate which of these interfered values is good from the islamic side and goes along with our sudanese culture and trandition, and what is not.
I think to overcome such a devastating problem that can really eradicate the solidiarity of our sudanese and Islamic culture, is to take it step by step. Starting from the Person and up to the whole society. Getting girls off the street using this way that the policy follow may ganerate violent behaviour from the girl. The policy should not forget that they dealing with an adult. That should be treated with respect and convinced slowley. EVEN THOUGHT THEY ARE ACTING INAPPROPRIATE.