نور الدين مدني
مساحة للشباب
* من ضمن هذه الوقفات إشارة فاجأني بها الصغير فهد علاء الدين عندما هممت بأخذ استرخاءتي التي تعودت عليها عقب تناول الافطار عندما ذكرني بألا اترك والده وحده وقد اخذت بكلامه رغم انه ووالده من اهل البيت.
* نقول هذا لاننا للاسف بدأنا نفقد تدريجيا هذه الحميمية التي تربط بين الصغار والكبار، خاصة الشباب الذين لم يعودوا يجدون المساحة المستحقة للاهتمام بهم والاستماع اليهم والأخذ بيدهم بدلا من تركهم للساحات الاخرى التي تقودهم للانحراف وتعاطي المخدرات كما بدأ بالفعل وسط قطاعات كبيرة منهم وهو امر يستوجب اهتماما اكبر ابتداء من الاسرة المؤسسة التربوية الاهم ومن كل المؤسسات الاجتماعية الاخرى التي يمكن ان تسهم في رعاية الشباب وحسن توظيف فراغهم.
* تزامنت إشارة الصغير فهد مع إشارة اخرى جاءت هذه المرة من احد ابناء جيلنا عضو نادي الرياض الاجتماعي عبدالرازق عبدالرحمن الذي استجاب لرجاء بعض شباب الحي بان يجدوا مساحة لهم في النادي يمارسون فيه بعض انشطتهم وهواياتهم.
* بدأ هؤلاء الشباب في استغلال المساحة المتاحة لهم للعب تنس الريشة، التي خبرناها منذ سنوات خلت ولكننا لم نمارسها بهذه الصورة المنظمة التي بدأ شباب نادي الرياض في ممارستها، وهذه ظاهرة ايجابية ليس فقط لانها تملأ فراغ هؤلاء الشباب بما يفيد وانما لانها فرصة للآباء واولياء الامور لتمتين العلاقات بينهم وبين ابنائهم من الشباب وهم تحت أعينهم.
* اننا اذ نشيد بالمسئولين في نادي الرياض الاجتماعي الذين استجابوا لرغبة ابنائهم الشباب باعطاء مساحة لهم في النادي، نري ان مثل هذه المبادرات الايجابية يمكن التنافس في تطبيقها بمختلف الاندية الرياضية والاجتماعية ليس فقط لخلق التواصل المهم بين الاجيال وانما لتنشئتهم اجتماعيا ورياضيا وفنيا تحت سمع وبصر الكبار لأن هذا يسهم في محاصرة العادات الضارة التي قد ينجرف نحوها الشباب اذا لم يجدوا المتنفس الاجتماعي الصحي لهم.
* كما يمكن ان تستغل الاندية الشبابية في مناشط اخرى تنمي مواهبهم ومهاراتهم عبر المنتديات والندوات والليالي الشعرية والمعارض فتدب الحياة الاجتماعية والثقافية فيها وتصبح اكبر فائدة للمجتمع المحيط بها.
* ورمضان كريم.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1020 – 2008-09-16