فدوى موسى

العيش أبو كسرة

[ALIGN=CENTER]العيش أبو كسرة [/ALIGN][/COLOR] ولاية الخرطوم وهي تطرح الخبز المخلوط «القمح بالذرة» لم تجرب مبدئياً مدى قبول المواطن واستساغته لهذه الخلطة أولاً، وحتى لا تكون ممن يدسون المحافير فإن فكرة الحد من ارتفاع أسعار «العيش الحاف» تعد خطوة إستراتيجية لما لها من أثر على معايش الشرائح الفقيرة، ولكن ذات الخطوة تنطوي على تغيير السلوك الغذائي للبعض أو الأغلبية «الصامتة».. فقد اعتمد المواطن في العاصمة والمدن على القمح الصافي بينما تسود ثقافة الاعتماد على الذرة الصافية «كسرة وعصيدة» في الأطراف وبعض المناطق في الولايات.. والمعروف أن التحول في السلوك الغذائي يسلتزم مراعاة المزاجيات الشخصية،أضف إلى ذلك مدى تحمل المواطنين للفكرة وتقبلها.. ومن الجوانب الصحية والراجح أن هذه الفكرة مطروقة وقد نُفذت من قبل في بداية العهد الإنقاذي وطرقت في بعض الدول، ولكنها لم تجد النجاح.. وأذكر أن ذلك العيش المخلوط لم يكن مقبولاً بالدرجة التي تكفل له الاستمرار والمنافسة.. ورغم أن غلاء الأسعار الذي ضرب بأطنابه في حياتنا ورفع المعاناة التصاريف والتسيير وجعل البحث عن الحلول والبدائل محلاً للاجتهاد.. ويحمد لولاية الخرطوم أنها تحاول أن تخفف عن مواطنها بعضاً من الآلم ووجع الاقتصاد القاسي، فهل تنجح «الست عيشات» في امتصاص غلو وسفور السوق الغول المتجهم في وجوه الغلابة؟؟ وهل على المواطن لزاماً هضم هذا الخليط كفرض واجب ليأمن الشراء والوفرة للسلعة الإستراتيجية الضرورية.. وربما هي موازنة مابين دعوة وزير المالية لأكل الكسرة والحضرية التي ارتبطت بتناول الخبز «أبو قمح» وشراب المياه المعدنية..
استوقفتني رؤية استشارية لخبير أغذية حول خلط الذرة مع القمح في خبز صافي القمح المعتاد، معللاً أن هذه التركيبة بها مشكلة فنية في تجهيز الخليط من ناحية الطحن والتأثير على جودة «الرغيفة».. ويبقى المحك النهائي هو قبول أو رفض المواطن لهذه «التحويلة» أو التحور في مكون الطاقة اليومية.. فهل جاء هذا «العيش» محطة وسط لغذاء المدن والأرياف؟! أم أنها حسبة اقتصادية بحتة لشركة أو لفائدة جهة معينة.. رغم علمي بأن الظروف التي طرحت فيها «الخبزة الخليط» جاءت في السابق على خلفية معاناة حقيقية أقرب لحالة الفجوة الغذائية المدانية لحالة المجاعة فقد كان حتى مجرد الحصول على الرغيف يتطلب الاستيقاظ المبكر والوقوف بالصفوف مع تحديد الكمية لطالب الخبز.. لذا كانت الضرورة في تلك الأيام تستوجب المعالجات السريعة بتوفير الكميات الوفيرة على حساب حتى مكون «الخبز»، فالتنصيف لهذا الخبز أنه أقل جودة للفروقات ما بين مكونات القمح والذرة.. عموماً هل يمكن أن تحتمل «عيشة الوالي» أو «رغيفة الوالي» أن تكون «سندوتشاً» في شنطة الطالب أم أنها لا تحتمل إلا أن تتفتت دون ذلك.. وهنا المحك.
آخر الكلام:
الكل وليس الشرائح الفقيرة فقط في انتظار هذا «الرغيفة» المتحور المزاوج ما بين غذاء المدن وغذاء الأرياف.. «لعل وعسى» ودمتم…

سياج – آخر لحظة – 17/3/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email