الزلزال
ما زالت الصدمة القوية التي أذهلت العالم بآثارها المأساوية تراوح محلها وأعداد القتلى والمفقودين ما بين الأمل في بعض بقاء وبعض بحث بين الأنقاض جارٍ.. زلزال اليابان الذي فجر أوضاعاً مأساوية وجعل العالم متوقعاً لكارثة نووية على أفواه المفاعلات التي تحتمل الانفجار عند أي لحظة.. نعم هناك تدابير في استطاعة الإنسانية تداركها في حدود الطاقة المتاحة له لمجابهة الكوارث الطبيعية، حيث لم يتمكن حتى الآن من إيقاف وقوع مثل هذه الزلازل كعبقرية يمكنه لها السيطرة على زمجرة وغضب الطبيعة.. وما زالت معظم المجهودات في المناطق التي هي قابلة لهذه الزلازل تنحصر في تخفيف الخطر، وذلك بمراعاة بعض مواصفات الإنشاء الخاص بالمنازل والمباني لتتجاوب مع آثار الزلازل تقييداً بمواصفات يمدهم بها المختصون ذوو الخبرة، ولكن الراجح أن كل ذلك قد يكون في لحظة ما مجرد «خبراً لكان».. كان هنا منزل.. مبني.. حي.. مدينة ولاية وهكذا.. وتبقى الإرشادات العامة بأن يتعامل الناس بشيء من التدبير إن وقعت مثل هذه الكارثة، وذلك بمحاولة الابتعاد عن التعرض للأشياء القابلة للدمار والانهيار.. رغم أن معظم الزلازل لا تحتمل أكثر من ثوانٍ أو أن بعضاً منها لا تملك من بعدها مناطق الكارثة إلا محاولات الإسعاف وحصر الخسائر البشرية والمادية ومحاولة الإعمار من جديد ومن قبلها التحذير عن «موجات المد العاتية».. «تسونامي».. وبعد ذلك الإجلاء لبعض المناطق الآمنة.. وتظل المشاهد المبثوثة لهذه الزلازل مبعثاً للتأمل في مقدرات الإنسان ومحدوديتها مهما بلغ شاؤه في حلحلة المعضلات الخاصة بالحياة.. ويعز علينا الدمار الذي يمكن أن يزيح ويغير خارطة المدن والمناطق المتأثرة في لحظات قليلة.أما على مستوى بلادنا.. فإن الهزة الأرضية الطفيفة التي تعرضت لها من قبل البلاد لم تبلغ إلا درجات محدودة على المقاييس وفي زمن «لمحة بصر».. لم تكن خسائرها ذات أثر كبير.. ولم تخرج عن حالة الرصد من قبل الجهات المعنية جيولجياً.. وتمت في ذلك الميقات قراءتها على أنها هزة أرضية بقوة 3 درجات بمقياس رختر بمرصد السليت، مؤكداً على عدم حدوث أي تأثيرات بالمباني أو أي خسائر في الأرواح وأن السودان خارج منطقة الحزام الزلزالي.. ونحمد الله أننا خارج الحزام المذكور.. فآليات الدفاع المدني والدفوعات الأخرى يلزمها المزيد من الجهود واعتماد الميزانيات لتكون مستعدة لأي طاريء أو كارثة طبيعية.. وحمى الله كل بلاد العالم من غضب الطبيعة وفورانها.. ويبقى الدعاء ميزة نختصها ونوجهها لله بتخفيف وقع الأقدار.
آخر الكلام:
مهما اجتهد الإنسان لتطويع الكون من حوله.. تبقى حدوده قاصرة إلا من محاولات التوفيق في مبادرات الحلول والبدائل عند وقوع الحدث الذي لا محالة واقعة و«دمتم»..
[EMAIL]fadwamusa8@hotmail.com[/EMAIL]