فدوى موسى

عدة الفرح

[ALIGN=CENTER]عدة الفرح [/ALIGN][/COLOR] الصباح ينبلج في هدوء طبيعي إلا من العادة المتوالية التي تذهب بهذا الهدوء إلى غير رجعة.. إدارة زر التلفاز والإطلاع على ما يدور هنا وهناك.. شعوب… أنظمة وموجات من الأحداث المتفجرة شد للعصب على عبقرية انتقاض ثورات المطالبات وطرحها للخوف والتوجس بعيداً… والمذيعة تبدو بطلتها البهية التي لا تتناسب مع مجمل ما تتفوه به من خبر محزن أو تعدد لضحايا أو جرحى أو دمار شامل في ثورة الشعوب… وثورة الطبيعة حتى بتنا نتلمس دواخلنا أين الحمية فيها؟ اين البراكين؟ ولكنا نقول كل شعب له ظروفه حسبنا منها وجع انشطار الأرض وانفصالها في الصمت القاتل.. «كفانا» منها الظروف المعيشية القاسية وموجة ارتفاع الأسعار التي جعلتنا في حالة لهاث لسد الفرقة ومحاولات التكامل والتفاضل مع المرتبات وما يدخل الجيب وما يقتطع في سلسلة جباية مفتوحة وسوق نهم لا يكترث كثيراً لوجداننا المغلوب على امره.. فإن كان لك أطفال وأسرة فعليك أن توفر لهذه الأفواه ما يغنيها عن النطق تملأ أعينهم عما في أيدي غيرهم أن تضمن لهم عدم الضيم بين الرفاق والأتراب… وأن تجتهد لهم لتعطيهم انطباعاً أن الدنيا مازالت بخير وأن الأمل موجود ولكنك لا تعرف أين يقبع أو أين يستتر هذا الأمل في بسيطتنا المكفهرة..وتضغط على زر «الريموت كنترول» إلى فضائيات الطرب.. والبهجة لعل وعسى في زخم الصورة السافرة والصوت الصاخب تجد شيئاً من متعة أو بعض من «وهمة الفرح» الذي يستعصي علينا ادراكه.. نعم قد ترتسم على الوجوده علامات الابتسام.. دلالات أن أدوات الفرحة موجودة وأنها مازالت تعمل ومن باب التجربة والاحتمال لحدوث فرح حقيقي وتبدو كل منظومة الابتسام متوافرة انفراجات الشفاه ورصة الأسنان وخطوط الجبين وبعض من بريق على العيون دامعة الداخل.. من فينة لأخرى تحتاج لأن «تطرق» عودة الفرح حتى تطمئن أنها بخير وأنها في كامل جاهزيتها تنتظر ثورة حقيقية للسعادة أو قل غزو منظم لقوات الابتهاج والانفراج.. ولكن لا بأس من بعض ابتسام باهت نضمن به بعض من الولاء وبعض النفاق الواجب… ومازال «الريموت» بيدك أضغطه ومارس البله و«أعمل رايح» وتواصل عبر (sms) برسائل الشوق والتمني و(المغارز) وأختتمها بطلب أغنية وأهديها لكل من ظلمك وهجرك وتركك تواجه الحياة في حالة سفر بلا زاد.. وقلب بصرك في الفضائيات لعلك تدرك بعض الابتهاج.
آخر الكلام
.. ألو.. أطلب أغنية «يا الرحتوا طولتوا وعليّ ما سالتوا.. الكنتوا مني قراب أنا وين وين إنتو» وأهديها لكل من الأهل بأمريكا والإمارات والسعودية والأخت (ن) في فيتنام والأخ (أ) في الشيشان والصديقة (س) في لندن واتمنى لم شملنا من جديد والعودة للسودان الشمالي ودمتم

سياج – آخر لحظة – 23/3/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email