فدوى موسى

حال البرنس

حال البرنس
الحياة تخبرنا عن قناعة بأن الإنسان والحيوان في مرافقة حياتية دائمة لا تنقطع وإن حالت بينهما المباني والحظائر.. وأحياناً يبدو لنا الإنسان أكثر تشبهاً بالحيوان عندما يغيب عقله وتغلبه عناصر «الحضاضة والوضاعة» لما لا والأخبار تقول إن مستويات غذاء الإنسان في معظم البلدان متدنية وباعثة على القلق، بينما كلب الرئيس المصري المتنحي قسراً «حسني مبارك».. كان يتمتع بأفخر الأكلات وألذها «كيلو لحم ودجاجة يومياً وعشرة كأسات زبادي ومربى..».. كما جاء على لسان موظف في قطاع التموين أنه كان يعد الطعام المذكور لكلب الرئيس، بينما يتناول هو الفول والكلب المدعو «البرنس» كان يلقى عناية طبية كاملة، بل يسافر به للخارج من أجل جرعة دواء مخصصة، بينما يوهم المواطن في المنطقة بأنه فأر تجربة لتوطين العلاج بالداخل ودواخل الدول خواء.. المهم أن هذا الكلب يجد كل العناية الفائقة نفق «مات»، والغذاء معضلة للعالم كله.. والشائع أن كل الجهود العالمية تسعى لتذليل معضلة توفير معدلات غذاء مقبولة للمواطن بدولنا التي تبدو «بائسة المعدلات»، حيث تواجه مشكلة توفير الغذاء للجميع بالكمية والنوعية اللازمتين للوفاء بالاحتياجات الضرورية للجسم.. ومثل هذه الأخبار المستفزة تضعنا في مفترق طرق ما بين الكرامة والعيش من غيرها، إن الغذاء المتوازن مطلوب للإنسان ورفيقه الحيوان.. وعندما تقرأ مثل هذه الأخبار لا تملك إلا الدعاء لأنفسنا «حال البرنس» حياً.. أما «ميتته» لا نملك الدعاء بها.. لاعتقادنا في عظمة خلق الله لنا وإن كانت جنازته على مستوى من التشييع.

سألتني صديقتي ونحن نهم بالهجوم على «البوش» حينما قرأت الخبر «يا حليلنا يا اختي أريتنا بحال البرنس».. وبدأنا سلسلة من أحاديث أمنيات رفعة الإنسان.. وإننا مكرمون من الله يجب أن لا نكترث لمثل هذه التفاصيل، ثم إن الحيوان له حق الرفق وإن امرأة دخلت النار في قطة.. وتصالحنا اللحظة مع «البوش» الذي هو ليس بوش الأب أو الابن، إنما هو «فتتنا المن الجوع درقتنا».. وبعيداً عن ذلك كررت صديقتي أمنيتها أن تصبح الطبيبة البيطرية المختصة بكلب رئيس أي دولة بالمنطقة لا تعاني من تغييرات الثورات أو مطالب الإصلاح لضمان أطول فترة للعمل داخل قصر رئاسي وامتيازات الاهتمام بكلب رئاسي واحد.

آخر الكلام:

هل وصل بنا الحال أن نحسد الحيوانات التي دوننا في وضعها وغذائها.. وأي باب من أبواب الحقد يمكننا أن نسمي ذلك الإحساس.. «حقد طبقي دفين.. حقد كلبي دفين.. حقد وكفى».. أزال الله الغبن والحقد من نفوس البشر على بعضهم وعلى حيواناتهم.. و«دمتم». [EMAIL]fadwamusa8@hotmail.com[/EMAIL]