فدوى موسى

ثقافة الأوساخ

ثقافة الأوساخ
أعطوني بعضاً من مزيلات الإحساس بالقرف التي ليست على وزن مزيل «قرفنا» ولكنها على وزن مضادات «مازل القرف جار» حالة لا يجدي معها امتصاص الليمون أو إطلاق البخور.. تتلبس الشخص فتملأ جنباته حراكاً من شاكلة «الململة» كيف لا تقرف وأنت تكاد كل لحظة تصطدم بطي مادة لزجة أو مقرفة.. والمار من جنبك أو أمامك يمارس فجأة حالة من «التبصق والتفاف» دون أن يراعي الطريقة أو أن «رزاز ذلك قد يصيبك».. كيف لا تقرف وبعضهم بلا مقدمات يزيح عليك زجاج نافذة المركبة العامة ويمط شفته السفلى ويقذف عبر النافذة كتلة التبغ التي تجعل من شكله ذلك المقزز المقرف جداً لا أدري ما هي معالجات تلك السلوكيات غير الجميلة بل المنكورة.. وهل تطالها يد هيئة ترقية الذوق ويقوم بين الفينة والأخرى بذمه وشجب سلوكه «ويكون له كالقرين حتى يحدث تطور في إزالة حالة القرف الناجمة عن السلوك المشجوب» وإما أن تنتهج الجهات المعنية برنامجاً استراتيجياً يهدف لرفع الوعي الجمعي لمجافاة هذه السلوكيات وحتى يتأتى ذلك اليوم يحرص الفرد الف مرة قبل ان يدفع «قشر التسالي والفول والمكسرات..» الى قارعة الطرق التي تظن انها من ضمن مكونات التراب.. أما دفع الأوساخ خارج المنازل وتكويمها في أركان الشوارع وتشتيتها يجعل من منظر البيوت من الداخل مفارقة لما هو خارجها وكأن الذي يرمي بالأوساخ للخارج لا يعنيه ما تكون عليه حالة المحيط حول بيته.. لذا دائماً ما تكون الشوارع الجانبية وبعض الرئيسية عبارة عن «كوش» متكررة لا تتناسب مع مرور قاطينها الذين يخرجون في كامل هندام دون أن يحاولوا ان يؤطروا للخلفيات التي تحيط بهم.. كذلك ونتيجة لغياب الصرف الصحي على مستوى أحيائنا الشعبية نجد برك المياه امام المنازل خليطاً ما بين مياه الاستحمام ومياه غسل الأواني والاستعمالات الأخرى.

لا أدرى لما أصابتني حالة حزن وزعل عندما صرحت المعلمة الانجليزية «جوليانا» عند مغادرتها الخرطوم بعباراتها الشهيرة التي تعني «أن الخرطوم مدينة مختلفة رغم أنها مدينة متسخة وقذرة..» والحالة يعضدها منظر مخلفات الأسواق خاصة في مواسم الشراء الشهيرة.. وهي الحالة التي اعتمدت عليها «جوليانا» في ذم عاصمة البلاد.

آخر الكلام..

حالة القرف صارت لازمة لكل من يحاول أن يتذوق حلاوة النظافة ولذة النظام.. وبات من المألوف أن لا يبالي أحد عندما يدفع بأي قاذورة من محيط منزله الى حرم منازل الآخرين أو الى وسط الشوارع.. فهل ستجد جماعة يوسف عبد الفتاح مرادها في ترقية السلوك.. «وي هوب سو»

ودمتم

سياج – آخر لحظة – 31/3/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]