فدوى موسى

ازعاج عام

إزعاج عام
بعد أداء طقوس الصباح.. أخذت حبتي اليومية أقابل بها ارتفاع ضغط الدم وخرجت على باب الله الى الشارع العام آملة في تداعٍٍ سلس ليوم هادئ تمر تفاصيله متناغمة مع البرنامج الموضوع.. وكالعادة المأمول شيئ والواقع شي آخر.. كما أقول دائماً دلفت الى كرش «الحافلة» المركبة العامة.. البرلمان الشعبي المتحرك.. وآثار الحبة بدأت عملها ولكن «الضجة» وحالة «التز.. لز..» الخارجة من حوى «استريو الحافلة» تعمل في تضاد واضح مع مفعول الجرعة وتكاد تعصف بالأثر الطبي لها خاصة عند ما تغنى الفنان بشريطه السمج «حرامي القلوب تلب وانا في نومي بتقلب».. واكاد ابكي لرقي الوجدان الذي أثراه شعراء البلاد الأماجد الذين نوقن كل يوم بضرورة رفع مقاماتهم احياء وامواتا لما اسهموا به في ترقية وجدان المجتمعات والإنسان السوداني.. واسأل نفسي ترى هل سمع «الحلنقي» بحرامي القلوب هل رهف التيجاني سمعه لـ «راقد في البرندة وعايز اتعشى واحلي بميرندا» وهل سمع محمد يوسف «….» وهل سمع الصادق الياس بـ «….» وهل «دقش» اذن كامل عبد الماجد «….» وهل سمع أخونا صاحب الصرخة «عبد العال السيد» أغنية صاروخ هبش قلبي وفجر على دربي وهل سمع كل شعراء بلادي الذين تضيق هذه المساحة عن ذكر اسمائهم وهم الفن الراقي والوجدان السامي «لهم العتبى» اولاً وثانياً أن دخل أشباه شعراء وليسوا بشعراء في وسطهم الفني فجروا المستوى الذوقي الى مرحلة كارثية خرجت على اثرها أجيال لا تتذوق الغناء الاصيل الا لماماً وشذراً عندما ينتقي بعض الفنانين الشباب والشعراء الجدد نفس الأصالة والمترعة بالجماليات.. «المهم» اعود بكم الى بطن الحافلة.. وأنا أفتقد أثر التشافي اليومي لحبتي الأبدية والحرامي تلب وشاعرنا أو شاعرتنا ما بين العشاء والميرندا والمساحة التي باتت ضيقة جداً ما بين الحرامي الذي الصقوا به سرقة القلوب و «الحاري للعشاء».. احسست بخدر في رأسي حتى بات ثقيل المحمل وكدت خلعه ودفعه من نافذة الحافلة «والاستريو» يواصل ازعاجه العام.. والركاب فيهم من يهز رأسه حزناً ومنهم من يكاد يطير من الطرب.. وما بين هذا وذاك وبلا ماء امد يدي لحقيبتي «الطبية» واتناول حبة أخرى وبندول وعلى الريق لتستقر في جوفي الحزين.
آخر الكلام:
.. رحم الله أيام الداخلية حيث كانت صديقتي تمتلك نظارة قماش سوداء تغطي بها عيونها لأن «اللمبة بالغرفة» تظل منورة حتى الصباح واقترحت على نفسي عمل اقفال وليس سماعات لاذني لعلي اكتفي بحبة واحدة صباحية..
و «دمتم»

سياج – آخر لحظة – 13/4/2011
[EMAIL]fadwamusa8@hotmail.com[/EMAIL]