اشهد يا تاريخ (2)
شهدت مسيرة حياتي طفرات وإنجازات مهولة، كان من بينها أنني ركبت الطائرة لأول مرة وعمري 24 سنة، وعملت ضابط إعلام ومترجما في السفارة البريطانية في الخرطوم، وكان معنى ذلك أن استخدم الأسانسير للصعود الى مكتبي، وكان أصدقائي يستجدونني كي أدعوهم الى زيارتي في المكتب كي يتسنى لهم ركوب الأسانسير، وبعد أن كنت أملك سيارة لا يعرف أحد ماركتها أو موديلها في الخرطوم، اشتريت تويوتا كريسيدا جديدة في قطر فانتشر الخبر وذاع وعم القرى والحضر الى درجة أن أحد أقاربي في اليمن، وكان يحبني كثيرا، قرر القدوم إلى أبو ظبي ليرى السيارة بالعين المجردة ويحتفل معي بها، وحمل معه نصف طن من القات لزوم البهجة والاحتفال فتم إلقاء القبض عليه في المطار وزج به في السجن بضعة أشهر، وبعد تخرجه بمرتبة الشرف الدنيا كمهرب مخدرات، حصلت على قرض مصرفي كي أتمكن من شراء تذكرة سفر له للعودة إلى السودان الشقيق بعد أن انتهى أمد إقامته القانونية في اليمن خلال فترة سجنه وفقد وظيفته، ثم زلزلت الأرض في بلاد النوبة السودانية بعد أن شاع أمر شرائي سيارة تويوتا كريسيدا بعد وصولي إلى دولة قطر بقليل، وقرر بعض كبار الشخصيات النوبية تكوين حركة تدعو إلى انفصال النوبة عن السودان ليتسنى لي تبوء منصب رفيع في الدولة الوليدة تقديراً لانجازاتي الحضارية، لأنهم يعرفون أن فرصة حصولي على منصب يليق بالكريسيدا في ظل سودان موحد كفرصة فيفي عبده في الانتماء إلى حركة طالبان، كما قرروا الدخول في وحدة اندماجية فورية مع قطر تعبيراً عن تقديرهم لدورها في حصولي على الكريسيدا. (وكانت الكريسيدا وقتها تباع لنواب البرلمان السوداني، بمبلغ رمزي، وصارت علامة على الوجاهة).
وعلى الصعيد القومي، فإن أهم اكتشافاتي هو المدرسة اليليانية في الإعلام، وهي فتحٌ إعلامي على درجة عالية من الأهمية للأجيال المقبلة من الفتيات، حيث بمقدور أي فتاة أن تجلس أمام كاميرا التلفزيون لتتونس مع صويحباتها، وتتقاضى نظير ذلك مبالغ مهولة، ولعل أكثر ما يميز الظاهرة اليليانية هو أنها قضت على أسطورة العصعصة، أي تجريد الأجسام من اللحم والشحم كوسيلة لتحقيق المجد الجمالي النسائي، فليليان – عيني غير باردة – صحتها كويسة (المصريون في منتهى التهذيب ويقولون عن الشخص المفرط السمنة إن صحته كويسة والشخص المريض «بعافية شوية».. ثم يشطحون ويقولون عن من مات «ربنا افتكره»!! وكأنما – أستغفره لي ولهم – هم يعتقدون ان الخالق لا «يفتكر» المصريين وهم أحياء».. المهم أن ليليان كانت قادرة على ملء هدومها، ومع ذلك فقد كانت أكثر شعبية من بعض قادتنا الذين يصدقون أن شعوبهم انتخبتهم بما يشبه الإجماع.
كما أنني صاحب الاكتشاف التاريخي الذي رفع رؤوس السودانيين «واطيا» فبعد أن اكتسحت جواهر الفنادق والأندية الليلية في مصر، حاول بعض السودانيين المتخلفين التبرؤ منها ولكنني نبهت بني وطني إلى إمكان استثمار قدرتها الزلزالية في أغراض إنسانية وقومية، فإذا أخذناها مثلاً، إلى هضبة الجولان بعد أن يصر الإسرائيليون على عدم تفكيك مستوطناتهم فيها فإن رقصة جواهرية واحدة تقوم فيها بهز رقبتها المكورة وبقية كراديسها كفيل بجعل المستوطنات كالعصف المأكول، بل وقد تصبح الهضبة بأكملها كالعهن المنفوش… بالمناسبة أليس أبو الجعافر فعلا شخصا مبروكا: ليليان ذات البوسات العابرة للقارات وجواهر ذات الكراديس الزلزالية راحت في الطوشة لأنها لا تصلح لعصر روبي والعجرمية.
ديشاااااااك لا حول ولا حولا ياخى انت نجار نجر مبالغه اشتريت الكريسيدا فى قطر وقريبك جاى يشوفا فى ابو ظبى ياخى انا لمن صدعت هاهاهاهاهاهاهاهاهاها ردم جد