نور الدين مدني
الجهاد السوداني
* هكذا جاء حديثه فى ذكرى بدر الكبرى وأبا الأولى لدى مخاطبته احتفال هيئة شؤون الانصار بهاتين المناسبتين وهو يحمل إشارات واضحة تبين موقف الانصار وحزب الامة في أمر الجهاد والاجتهاد في شؤون الدعوة والسياسة والاجتماع.
* كان لابد ان يتحدث عن خصوصية دعوة الإمام المهدي التي أعطت شرعية دينية لتجاوز الخلافات الاجتهادية التي فرقت أهل القبلة لا بالاستخفاف بها ولكن بالقول بعدم الزاميتها للخلف والاعتماد على مصدرية الكتاب والسنة دون سواهما.
* تحدث الامام بعد ذلك عن الحالة السودانية التي هي شغله الشاغل في الإطار الوطني القومي وأبان كيف صمد أهل السودان امام كل الفاتحين فاستعصى عليهم، وكيف انهم قاوموا سياسة المناطق المقفولة التي حاولت تقسيم البلاد الى دار للاسلام والعروبة ودار للمسيحيين والانجلوفونية.
* عرج بعد ذلك الي النهج الاقصائي الذي مارسته الانظمة الشمولية وقال ان نهج الانقاذ كان الاكثر صرامة الامر الذي خلق ردة فعل مضادة مدعومة بقوى اجتماعية وتأييد اقليمي ودولي لبناء سودان افريقاني.
* حذر الصادق المهدي من انه اذا نجح هذا التيار فانه سيؤدي لاقصاء جديد وقال ان المخرج بالنسبة لنا انما يتم بتجاوز مرحلة الشعارات والتعبوية والتمسك ببرنامج الدولة المدنية الذي يتيح لنا التمسك بديننا لكن بصورة تحترم المساواة في المواطنة، وتحترم خيارات الآخرين وعقائدهم وتعزز التنوع الثقافي في بلادنا.
* هكذا انتهز الامام الصادق المهدي فرصة ذكرى يوم الجهاد الذي صادف امس الاول السابع عشر من شهر رمضان ليؤكد موقفه الفقهي والسياسي من قضايا الاصلاح واساليبه في حياتنا عبر مشروعه الذي لايمل طرحه من اجل سلام ووحدة وامن واستقرار وتقدم وبناء ونماء السودان التليد المتجدد في مواجهة التيارات الاقصائية والانكفائية والانفصالية.
* هذه هي بعض مسئولية الاحزاب تجاه الوطن والمواطنين، خاصة في ظل هذه الظروف التي تتنامى فيها ليس فقط حالة الاستقطاب بين تيارات الاسلام والعروبة والمسيحية والافريقيانية وانما الحركات الجهوية الاثنية المسلحة التي تفاقمت في ظل غياب الحراك السياسي والديمقراطية والعدالة والتنمية.
* ورمضان كريم.[/ALIGN]
كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1022 – 2008-09-18