فدوى موسى

يا وطنا..

يا وطنا..
يا وطنا ماذا دهاك.. حتى صار الاحتمال أصعب ضروب التعامل السياسي.. احتدام المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في طي حوار مقبل.. بات أمر ممارسة الديمقراطية أشبه بالتدخل السافر بين دولتين متبرعمة الحديثة منهما عن الأم.. ويوم لم يحسب له حسابه ذلك الذي تجري تفاصيله في المناطق الملتهبة في جنوب كردفان من تواتر عصي للمضايقات اللا وطنية ما بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والذي بالتأكيد ضحيته هذا المواطن ذو المصير المحتوم والقدر القاسي.. إنسان جنوب كردفان الذي يعيش في جو مصروع بالفتن والتكالب واللا أمان في وطن احتمال التشتت فيه أقرب من احتمال الاجتماع والتآلف.. وكيكة السلطة أقصى مرام لكثير حراك من هنا ومن هناك.. ابتلعنا مرارة الانفصال وقلنا مبررين إن التجارب قالت ربما كان الجوار أفضل من «الكجار والنقار».. وكما تقول حبوبتي «بيت الجدري ولا بيت النقري».. وكانت محاولة «تبريد الأضان» وجاء الانفصال وتبقت مفاصلات ورثة نيفاشا.. هذه التقاطعات الصعبة في جنوب كردفان وميض نار تحت الرماد في النيل الأزرق.. ودارفور المأزومة ببعض أبنائها حركات وحكومة.. وكل يوم نوقن أننا على شفا حدث وملم كبير يذهب بالوطن إلى تلابيب المحن والامتحان الصعب جداً.. فيا وطن سلمت وتعافيت من ما تبقى من المحن وكما يقول «ياما في الجراب يا حاوي».
قلتو
يحضرني اللحظة تدافع الساسة المتنفذين في «فك الكلام» والتصريحات دون تروٍ وإلقاء الكلمات على عواهنها ومن ثم تجيء محاولات «السمكرة والترقيع» لآثار ما قيل وما سيقال ولسان حال المسؤول السري «قلتو.. لكن عاد أسوي شنو…».. وهذا يذكرني بقصة روتها لي صديقتي أن جارتهم الطاعنة في السن لم تتمكن من حضور عرس أحد أبناء الجيران لظروفها الخاصة.. ولكن شاءت الأقدار أن تجتمع مع «عروس ود الجيران» في مناسبة وهي لا تعرفها.. وإطار الحديث عن الزواج فما كان منها إلا أن دفعت بكلمات في حق العروس التي لا تعرفها وهي جالسة بالقرب منها «قالوا عروس ود ناس«…» كبيرة وشينة».. لتفاجئها العروسة بسؤال «إنتي يا خالة شفتيها والّا بتعرفيها».. لترد بـ«لا».. لتحدثها بأنها هي العروسة المقصودة وتتركها تدخل في موجة تكرار «قلتو..».. «قلتو عاد أسوي شنو..».. «لكن ما قلتو..».. والحاجة لا تجد مفراً من تكرار ذات الجملة لأن الموقف لا يحتمل إلا ذلك.
وجود أجنبي
كثيراً ما كنا نشير إلى بعض الممارسات التي ترتبط بالتواجد الأجنبي في البلاد في شكل مجموعات داخلة بطرق غير شرعية وممارسات بعض المنظمات التي تتدثر بغطاءات الوداعة وتتملك المعلومات والتفاصيل الدقيقة، وأكاد أجزم بأن أي موقع حساس في هذه البلاد تمتلك الدوائر التي نخافها أحداثياته وتفاصيله الدقيقة مدخلاً ومخرجاً وكوادر وتفاصيل التفاصيل.. لأننا بكل صدق نفتح أبواباً من البراحة والراحة لكل دالف يدخل علينا بأي بند مشروع الظاهر ولا نسعى وراء الباطن ونعد «الخواجة» عندنا محلاً للكبكبة والرجافة باعتباره إنساناً هابطاً من عوالم أخرى حتى إن انطوت مكنوناتنا على أفضل مما يملك أو يستحق.. فالعقدة كبيرة ونداءات «كاشا» حول المنظمات الأجنبية في دارفور يجب النظر إليها بعين الاعتبار اللازم حتى لا يأتي اليوم «إياه».. حيث لا ينفع الندم.
آخر الكلام
نحتاج لحالات ضبط النفس والأعصاب لأن الحفاظ على الوطن بات شيئاً من ضغوطات العصب والعصف الذهني.. وليربط مسؤولونا ألسنتهم عن مجاراة الاستفزازات وغيرها وننقح وجود الأجانب في بلادنا ولو درءاً لشبهة قفل باب المرتزقة السائد هذه الأيام.. و «دمتم».

سياج – آخر لحظة – 18/4/2011
[EMAIL]fadwamusa8@hotmail.com[/EMAIL]