طفل كير
وهي تهم بالخروج في موكب وداعها بعد اتمام طقوس الزواج.. جاهرت إحداهن بأن خير من يوصيها لمقبل أيامها «العبدة الفقيرة لله».. للحظة صمتُ إذ أنه بات لزاماً عليّ أن أطرح خطابة معقولة وخاطفة خاصة وأن العروسة قد أرهفت السمع وأثقلت خطواتها نحو «العربة» من أجل الاستزادة من الوصية، ومنعاً للحرج و«اللت والعجن» قاربت أذنها وقلت لها «يا زولة الراجل زي الطفل.. لكن طفل كبير..» فضحكت العروس حتى بادرت إحداهن قائلة «الله يجازي محنك قلتي ليها شنو؟؟..» فالتفت إليها وقلت لها «قلت ليها أبقي ليهو أمه يبقى ليك عبد..».. ومرت الأيام وأنا أعاود مزاورتها وهي تحتفي بمقدم مولودها.. وزوجها أكثر سعادة بهذا الطفل يطوف حوله في حركات طفولية بريئة من شدة الابتهاج وهي تلتف اليّ وتقول «زي ما قلتي تمام».
المرحوم مسجى:
لا يراودني شك في صدق المأثور من حديث وكلام.. خاصة عندما يكون قولاً خالداً مثل «كثرة الضحك تميت القلب».. «عبدو» يحكي وهو يتفجر ضحكاً.. إنهم في ذلك اليوم الشتوي وجب عليهم غسل وتكفين قريبهم الذي توفي وموجة البرد تعم البلاد.. ولأن «عبدو» كان أكبر المتواجدين حول الجنازة تعشموا فيه أنه قدر هذه اللحظات الحرجة الحزينة وتركوا له ورفيقه الغرفة، وبينما هو يغسل في المرحوم أحس ببرودة الماء فتحدث للجنازة قائلاً «يا حليلك يا زول أكان حي كنت قلت أحي» ورفيقه يرتجف من الأجواء الجنائزية، ولكن يبدو أن «عبدو» كثرة ضحكه في الحياة ذهبت بمعايير تقديره للموقف وهو يلتفت للآخر قائلاً «أنت يا زول مالك خايف.. أصلنا بنحمي في ود أم بعولو.. دا ما «….» الكان بيلعب معانا الكورة.. تذكر يوم جاب فيك القون..» وهو يواصل في غسل المرحوم وكأن الموت لم يدخل في نفسه الرهبة بدليل أنه الآن يحكي في ذلك الموقف وكيف أن الآخر تملكته حالة لا يدري «عبدو» لماذا؟!.
آخر الكلام:
التقدير للمواقف لا يحتاج لوصاية يا عروستنا يا أم «البابو» بس زي ما قالوا «راجل السترة ما تفكي.. لوكي القرضة وامسكي فيه..» ويا «عبدو» للضحك أوقات وللحزن مثلها.. وكفى بالموت واعظاً.. ويا حليلك يا زول..
مع محبتي للجميع..
سياج – آخر لحظة – 19/4/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]