فدوى موسى

كائن اجتماعي

كائن اجتماعي
[/SIZE][/CENTER] لا شك أن تحولات اجتماعية وفكرية كبيرة صاحبت عهد النظام القائم في أشكاله المختلفة متوحداً وشريكاً مع الحركة وأفضت لتغيرات لم تعد خافية على العين والمهم منها تلك التغييرات الاجتماعية التي باتت تبنى على العلاقات المصلحية ما بين كثير من أفراد المجتمع في كثير من تقطاعات العلاقات التي يفترض أنها إنسانية بحكم أن الإنسان خلق كائن اجتماعي.. وطفحت للسطح مفردات الجفاء والشقاق وحزم نصف البلاد الجنوبي أمره وتوجه بعيداً عنا في جفاء بيِّن تسنده كل القوى السياسية والنخب في ذلك النصف وانتفت عباراتنا الجميلة «كلنا أخوان… ولا جنوب بدون شمال «أو بالعكس».. ومنقو قل لا عاش من يفصلنا..» وأكثر اقتراباً من المحرابات الخاصة ازدادت معدلات الطلاق وكثرت الاختلافات والمشاكل بين سكان المنطقة الواحدة حتى بات بعض الجيران لا يلتقي بعضهم البعض في أمر مهم وجامع «على غرار حزب جامع» وتنتهي المطايبة والمراحمة بانتهاء مدة الحدث الذي جمع ما بين الأشتات.. «وبرضو الإنسان كائن اجتماعي» لأنه لو تذوق غربة ووحدة ازدادت معدلات شوقه وحنينه.. ولا أدري شى يؤلف ويوحد الناس بلا مأرب إلا المصائب والمحن العظيمة.

وين الإنسانية:

.. كلما شاهدت لقطات الخراب والحزن العميق التي سكنت جوف الإنسان الليبي.. بعد فقد الأعزاء والأبناء في أحداث منازعة الكرامة من «القذافي» اللا إنساني أحسست بصدق عبارة أهلنا حينما يقولون «كل زول يأكل نارو..» فالأجانب أكثر حظوظاً من هؤلاء الذين صاروا تحت رحمة معمر المخرب.. لا تستطيع إلا أن تقر بأنه «غير طبيعي» وغريب الأطوار.. والحكاوي تترا عن المعاناة التي يلاقيها هؤلاء حيث تعمد كتائبه لقطع الماء والإمداد عن المدنيين الذين لا ذنب لهم إلا أنهم أرادوا حقاً مشروعاً.. والمشاهد التي طالعتها على القنوات وهي تزعم تجوال رجل مهوس في شوارع طرابلس بصورة محمومة أعادت لذهني خروج «صدام حسين» الى شوارع بغداد في سيناريو مختلف لقصة واحدة.. ولكني أعجب لجمود الإنسانية العالمية وبطش كتائب هذا الرجل بأهلها.. ولزم لساني سؤال «انتو الكتائب دي مش من أبناء ليبيا» كيف يحتملون قتل أهلهم.

ً آخر الكلام:

تغييرات كبيرة تلازم حياة الحاضر داخلياً وخارجياً.. حتى السلام لم يعد من أجل الأعداء.. لأنه حقيقة يستخدم لحرب الشعوب وقهرها.. ونخشى اليوم الذي يقتل الابن اباه والأخ أخاه.. .. «قال كائن اجتماعي».

مع محبتي للجميع

سياج – آخر لحظة – 22/4/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]