الترابي حر
أتسيف واتعارض
عمك «عبده» يساسك هنا وهناك ويتمنى أن يجد أي مدخل لأي شيء حتى لو يدخل «متسايفاً» ومن ثم يتعارض حرصاً على عدم الخروج بعد الولوج.. هذه الأيام «عمك عبده» يضع الوصول للجنة الشعبية هدفه الإستراتيجي حتى لو يقيم «قايمة الحلة.. أو الحي أو الحارة..»، وهو يتربص بأهل المنطقة هنا وهناك لعله يجد القبول الذي يوصله لطموحه رغم أن كل شخص يأخذ عليه موقفاً مخزٍ لا يؤهله لاختياره مرشحه.. فصاحب الدكان قد ذاق «زوغانه من دفع حق الجرورة».. وبتاع اللبن «شرب منه الجرجرة في دفع حق اللبن».. ومشاكله مع بتاع بوكس الخضار واصلة الحد.. ورغم ذلك يرى في نفسه أنه ليس بالأقل من منسوب اللجنة الشعبية السابق الذي له ذات المواصفات.. و«عمك عبده» يتهامس «هسة الزول دا أحسن مني بشنو؟.. ياتوا يوم ورانا قروش شهادات السكن دي بتمشي وين؟.. يعني شنو ناس الحلة دي أكان اختاروني في مكانه أقلاه كان الجماعة الجاريين وراي ديل ارتاحوا شوية.. هوي يا ناس الحلة أكان دقستوا عشاني مالوا.. فيها شنو لو اديتوني فرصة معاكم.. إلا والله أدخل ليكم واتعارض».
عمك حسن
في ذلك الحي الخرطومي الطرفي وسكران المنطقة يتجول وسط الميدان ويعارك آخر يحاول أن «يلم الدور»، إلا أنه «أي العاطل»، يطالب بتركه هناك حتى يأتيه «عمر حسن» طبعاً المقصود السيد الرئيس، ولأن الرجل كان يصرخ بأعلى صوته فإن موجة من الاستنكار أصابت أهل الحي، لأن الرجل فاض به الكيل بعد أن تقفلت في وجهه كثير من دروب الحياة، ويبدو أن دماغه قد اختزن ما بين الحراك الثوري في العالم العربي والمطالب المشروعة ومعدل ما شربه في ذلك اليوم من كأسات الخمر.. وطالت السهرة المجانية هناك والناس ينادون مطالبين «بإسقاط السكران».. ولم يفكر أحد فيما أوصل حالته إلى هذا الحد وهو الذي في يوم من الأيام كان شاباً واعياً.
آخر الكلام
حرية الإنسان من بعض كرامة حتى ولو ولج من مداخل لا يعرف سلكها الآخرون.. فهل حقاً كان ذلك المغيب لعقله محقاً في طلبه المشروع خيالاً.
مع محبتي للجميع
سياج – آخر لحظة – 23/4/2011
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]